أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصائد من الجليل/ مختارات















المزيد.....



قصائد من الجليل/ مختارات


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 08:58
المحور: الادب والفن
    



نقوش على جناح نورسة زرقاء
نمر سعدي


كرعشةِ نجمةٍ خضراءْ


تُرى أتصيَّدُ القمرَ الوحيدَ بغيرِ أجفاني ؟
تُرى يا صوتَ إيماني
أصيرُ إليكِ أنتِ ... لجوهرِ الدنيا عن العَرَض ِ ؟
وأسمعُ رجعَ وهوهةِ الزمان ِ بغيرِ آذاني ؟
أنا كالليثِ عضَّتْ كلُّ أنيابي على مضض ِ
من القدَرِ الذي عرَّى من الزهراتِ أغصاني
من الدنيا التي ملأتْ
فراديسَ الهوى الأرضيِّ بالحيَّاتِ
والناياتِ
تجذبني لهاويةٍ من الشهواتِ
في أعماقِ إنساني

تُرى أرفو جراحَ الروحِ
وهيَ المدمعُ الهتّانُ
ينزفُ في مساءٍ صامتٍ من مهجةِ الأبدِ

وبينَ الروحِ والجسدِ
مسافاتٌ من البُعدِ
تراني في الغدِ الآتي
أمسُّ الجمرَ .. جمرَ جبينها بيدي
وتجمعني مسافاتي

تُرى يا صوتَ إيماني
أثورُ على هوان ِ الحُبِّ
آهِ ....لو إستطعتُ ملكتُ أحزاني
وواريتُ الهوى في مهدهِ ....لكنَّ إنساني
برغمَ المنطقِ المأفون ِ للأسمنتِ والذهبِ
ورغم الزيفِ في الزمن ِ
المريضِ الروحِ والقلبِ
ورغم فظاظةِ الأشياءِ رغمَ هشاشةِ الحُبِّ
تحدَّى السيفَ والجلاّدَ والنارَ الحديديّة
وشالَ جبينَه المجبولَ بالنارِ الإلهيّة
كسوسنةٍ وراء الطلِّ والأوراق ِ مطويَّة
كشمس ٍِ آهِ ....من حبق ٍ شتائيٍّ وحريّة

أنا من ذلك الآتي على خوفِ
ومرتعشٌ كرعشةِ نجمةٍ
خضراءَ في الصيفِ
كأني حاملٌّ تعبَ السنين ِالجدَّ منسيّة
على كتفي
سدىً عيشي بعصرِ الضوءِ
عصرِ حضارةِ السيفِ
بأرضي بيدَ أني في
قرارةِ داخلي مَنفي
سدىً أمشي أفتشُّ في طريقي
عن سنا حبِّ وحريّهْ ...............

******************


لماذا أحبكِ؟

لماذا أحبكِ؟
كي أتكاثرَ تحت السماءِ وفوق السماءِ
لكي أوقفَ الدهر كي أوقظَ اللحظة الهاجعة
لماذا أحبكِ؟
كي يصبح القلبُ متسعاً للأغاني
والعمرُ أيقونة ماتعة
لماذا أحبكِ؟
كي أتنفسَّ كالصبح كي أتوَّهج كالجرحِ
كي أتذكرَّ كالرمل بعضَ شجون البحار وأحلامها الوادعة
لماذا أحبكِ؟
كي أتوحدَّ في كل شيءٍ وفي كل ضوءٍ
تقمصَّ جسمك في ذات يوم....
وإذ من دمي تنسلينَ, تمرّين عبر انتحاب الشواطئْ
أرى طير غيم مفاجئ
وأشعر أنَّ ثلوج الشمال تلفّعُ قلبي
أحبكِ.. أهربُ يوما بعيداً إلى صحوك المكفهرِّ, إلى روعة القادسية
فهل توصدينَ سماوات حزني أمام بلاطِ الدماءْ؟
وتنتظرين قليلاً لعليّ أكلمّ رؤياك تحت المطرْ؟
وأنزعُ عنّي يد البرتقالِ شظيّة... شظيّة؟
أحبك يوما.. وأذهبُ في الأرضِ
ملءَ الجذوع وملءَ الدماء وملءَ السفرْ
فأين يفرُّ دمي من بروق الجسدْ؟
أحبكِ يوماً.... وأقسمُ أني أمام تضاريس وجهك ضعتُ
ولم أتبيّنْ جمالك لم أملأ العين منهُ
كأن الجمالَ الحزينَ ضبابُ الحياة
وعشقي له ضاربٌ في الفلاةْ
يفتشُّ عن فلةٍ في رماد المياه
وعن نجمة في زبدْ
لماذا؟ وفي القلب من خطواتِ الصغار كنقر الدرابكِ
في القلب وقعُ مياه الميازيبِ, في القلب بوابة سابعة
لنجم الشمال.. وأغصان زيتون تعشق لون الهواء وشكل الضحى...
من يوَّزعُ حزني على هذه القافلة
أحبكِ حتى بقدر التخلصِّ منكِ
فإن إضاءة وجهكِ تحرقُ وحيي برغم البعادِ
الدجيِّ... وحالاتها في دمي شائعة
أحبك يا لإغتماض الخريفِ
على صدر اوجاعي الثاكلة...!

***********************
حوار على غيم عابر

لا تنبسي بشيء!!!
لا تنبسي بشيء!!!
فانت من اسلمني للعسس الليليّْ
صهيلُ هذا الحزن في يديكْ
أسلمني للعسس الليليّْ
ولكلاب الوالي المجنون ِ
لا أقوى على التحديق في عينيكِ
فالعشب بريءٌ لا يغطّي أثرَ
المذبحةِ....../ الحجارةُ الخضراء
تبكي إذا لامستها
تطير من شواطئ القلب الشمالية في المساءْ/
دمي غبارٌ مزهرٌ تحت قميص النوم.......
في جسمك جابتْ شرطة الوالي حدودَ النجمة الزرقاءْ
والجانبَ المضيءَ من تفاحتي الأولى - بلا عيونْ -
والجانبَ المظلمَ من خاصرة الضياءْ
من انتَ؟
لا أذكرُ!
ما تفعل ها هنا؟
أنا؟!
أحاولُ الخروجَ من سدومْ
ومن دماءِ الوردِ في الجحيمْ
وأشتعل الليلُ على خاصرتي وفي جبين العالمِ المحمومْ
سمعتُ من يقولُ أنَّ الليل والقبرَّة العمياءَ توأمانِ من زمانْ
وأنت من أسلمني...........
ـ متهمٌ أنت بان أعدتَ لونَ الوردِ للورد
وأخرجت شظايا القمرِ المسروقِ من بحيرة الزبدْ
ـ لستُ أنا المشتعلَ الوحيدَ بالورودِ
والباحثَ عن أسماء محبوباته في مشرق الشمس وفي عواصم الرمادِ
والمحكوم بالصخرة للأبد
متهمٌ انت بقتل الوالي المجنونِ واستباحة الأشياءِ...
لا لستُ... أنا المقتولُ في بحيرة المساءِ
والصارخُ بالسماء أن تلدْ
متهمٌ أنت بان أعطيت للهواءِ لونه الطبيعيَّ
وللطيور شكلها النهائي
وللهجرة هذا الطابع المنسيّ ... لا أحدْ...
يسيرُ في شوارع الشموس في الليل وفي الأمواج يتقّدْ
مثليَ.... أو يعجنُ خبز قلبهِ بمطر الغناءِ
لا احدْ / لا احدْ / لااحدْ..........!
**************

أريد كتابة شعر جديد

سأكرهُ قلبي الحزين كثيرا
لأن كان يوما يحبُّكْ
سأنزعه من ضلوعي ان استطعتُ
كم كان يخدعني فيكِ.. كان غرورا
غرامك.. كنت أكابرُ من شدة العشقِ
كنت أذوب كضوء الصباح الطريّ
وأنت التي من حديد جهنمَّ قد قُدُّ قلبك
سأكره قلبي وكلَّ دقيقة وصلٍ هباءْ
فان حماقته لم تكن مرة بالوفاءْ
غدا سوف يأكلني ندمي مثل تنين بحرِ
عليكِ.. ويكرهني فيك شِعري
دخانٌ هو العمر يصعدُ
من صحن عينيك يملأ روحي
باليأس منك يغشّي السماءْ
هواءٌ هو العمر لا شيء يحسبُ منذ رأيتكِ
منذ عرفتكِ... عمري هواءٌ.. غرامي هواءْ
يحرّكُ طاحونة الذكريات القديمة
وقلبي طاحونة الذكريات الأليمة
سأكرهُ قلبي كثيراً
وأطردُ عينيك منّي... من كلِّ خبزي
ومن كل ملحي ومن كل قطرة ماء
لستُ شحاذ حبِّ لأطلبَ منكِ الهوى والصفاءْ
غداً تعرفين بأن جعلتك حواءَ روحي غداً تعرفينْ
أنا الفنُ والشعرُ والحبُّ .... قلبيَ تفاحة
ستكشف كل المخبأ منّا.... وقلبك طين
تمنّي عليّ العذاب اللذيذ الذي تعشقين
ستهوين يوما بناري وأثبتُ للعالمين
بأني فوق الجمال وفوق جميعِ النساءْ
أريد استعادة قلبي أخيرا
أريد استعادة قلبي من كفك القاسية
أريد استعادة آخر مقطوعة للحمام
وآخر سرب من البجع المتناثرِ
فوق براري الثلوج وفوق براري الظلامْ
أريد استعادة كل دقيقة حزنٍ
وكل دقيقة يأسٍ وكل إنعتاق صباحٍ وكل إنعتاق مساءْ
أريد استعادة حسّي بهذا الجمال الشرودْ
أريد الصراخ بأنك لن تقدري ما فعلت عليَّ
وأن القصائد ما خلقت أبدا للنساءْ
أريد الكتابة عن كل شيءٍ سوى عنك إن يدي ظاميه
لشعر جديد تكونين منه كما هو منك خلٍ خاليه
فلم تعد اليوم تملأ عينّي فتنة كلِّ نساء الوجودْ
وفتنة كل نساء اليهودْ
أريد كتابة شعرٍ جديدْ
يليق بليلِ وكحلِ زليخا
أريد كتابة بيتٍ جديدْ....!
******************


أعمدة العاج والضوءْ

سبعٌ من العاج قد شكّلن أعمدةً
فيهنَّ ضوء سوادٍ كُنّ لي شفقا
وكنّ أروعَ آيات الجمال وإنْ...
أمطرن قلبي وعيني الداءَ والأرقا
تُصاغ كل طيور الحبِّ من زبدٍ
في كفهنَّ ويعوي البحر.... محترقا
في الصيف يحملهنّ العطر من غسق
ناءٍ ففي كلِّ صيفٍ أرقب الغسقا
لهنَّ طعم عذاب عشت أمضغه
وحدي كمضغ جراحات الدجى الحبقا
آهٍ تفرقنّ عني مثل سوسنةٍ
تساقطت لوعة في مهجتي ورقا
وسدّنني قبرَ ذكرى وإنصرفن فراشات
الى زرقة الحلم الذي ائتلقا
أصعّدُ الأمل المحروقَ في رئتي
وقد تنفّس قلبي في الضحى عبقا
ما قيمتي قيمة العمرالذي مُهرت
به الدموع اذا لم اقهر القلقا...!
******************
سمفونية المطر العاشق

غناءُ عينيك يُبكيني بلا سببٍ
مثل الربيع الذي يبكيك بالمطرِ
غناء عينيك يروي قصّتي بأسى
وفوق خديَّ يحثو دمعة العمرِ
يا من يؤرَّخ أيامي بنورسةٍ
من زرقة البحر.. لا بالشمس والقمرِ
حُبي وحزني بطعم البُنِّ قد مزجا
سبحان مخرجُ حورٍ عين من شجرِ
يا جسمك الاخضرُ الرطبُ الموزّعُ في
جسمي.... كما ترقد الأضواءُ في نهرِ
توسّدي ذكرياتي انها حطمٌ
على شواطئك الحمراءِ وإنكسري
مدينة السِحرِ والانغام غافية ً
أيقظت قلبي على حلم ٍ بلا سَحَر
لا ترجميني باحزان العيون
فتصليني كما يرجم الشيطان بالحجرِ
روحي فراشة عُبّاد تصوّبها
انثى فتسقط في ليلٍ وفي حُفرٍ
زرعتِ صوتكِ في قلبي فأينع بي
حبٌّ كلوز شتاءٍ ناعم الزهرِ
****************
لوحة مائية للحصان الأسود


غريبة ٌ ولعينيها صهيلُ دمي
وضوءُ شمس ِ الدجى في قبو أيامي
دنوتُ بالحزن ِ سرِّي من قداستها
وما رشفتُ بقلبي قلبها الظامي
كانت صهيلَ الأماني وأنتحابتها
وكنتُ أحسو بعيني دمعها الهامي
كانت حضوريَ في أطيافِ أغنيةٍ
وغيبتي ......كان منها بوحُ أنغامي
أرختْ ظلالَ الأسى فوقي وداعتها
وكسرّتْ في الهوى قلبي وأقلامي
وأستنطقتْ روحها صمتَ السنينِ شذىً
وزيّنتْ مقلتاها ليلَ أعوامي
كانت كتابيّة ً أحببتها وجفتْ
فلم أمرّغ على أعتابها هامي
الشوقُ لوّعني فيها وروّعني
وأنفتَّ قلبي عليها كأبنِ حزّامِ
لثمتُ ماءَ صباها فأنتشيتُ وما
لي غيرُ نارِ هواها ثغرُ لثّام ِ
وتسحبُ الروحَ من رمليّةٍ فسَدتْ
تقولُ نامي على مائيّتي نامي
كانتْ حصاناً عنيداً جامحاً أبداً
يعدو على أفقٍ من صدريَ الدامي
له جناحا حريرٍ أسودانِ على
قلبي خفقنَ .... فيا وحيي وإلهامي
يغرقنني بإخضرارِ القطرِ حين أفِقْ
من يقظةِ السحَرِ الغافي بأوهامي
وفي مساءاتيَ النشوى يجئنَ لكي ْ
يحملنَ للشاطئِ المجهول ِ أحلامي
أوّاهِ أيقونتي الأسنى التي حفظتْ
قدسَ الشقاءِ وكانتْ طهرَ آلامي
غريبة ٌ ولعينيها عويلُ دمي
والذكرياتُ التي في قبوِ أيامي
لكَمْ إلهي إنحنى قلبي وبلّلني
ما كان يرشحُ بي من جمرها الدامي
حتى أبنُ حزمٍ رمى روحي وضلّلني
من حولها كفراش ٍ حائرٍ ظامي
أوّاهِ من حقنتْ روحي ملا ئكة ً
وبالشياطين ِ من رأسي لأقدامي
جميلة ٌ ولعينيها بكاءُ دمي
على ضياع ِ خيالاتي وأحلامي .

*************************

موت أبي حيان

مات أبو حيان في غربتهِ!
مات وحيدا وشهيداً, آه لم يترك وصية ولا خبرْ
أراد أن يعيش ان يموت في سلامْ
أراد ان يعمل كي يكسب قوتا خالصاً
من منة القوي من يكسب قوتا خالصاً
من منة القوي في أزمنة الإقطاع والظلام؟
اراد ان يقاوم الحياة والدبابة العمياء والصماء
بالشعر وبالحبِّ وبالزَهرْ
هُشمّ رأسه بصخرة كبيرة ولكن
قهر الموت العنيف ثم بابتسام
يرحمه الله لقد كان وديعا طيبا
يحلم بالخلد وبالورد وبالشهد وبالنجوم في مزبلة البشر
ويمسح الدموع في العيون . والعذاب في القلوب
بيده هل كان قديسا . وكان الشوق في معطفه يذوب؟
ومرة رأيته في ساعة الغروبْ
يحنو على ضعيفْ
يطعم للفقير قلبه فمن ذا قلبه
حبة تفاح ومن ذا قلبه رغيف؟
يرحمه الله لقد اراد لكن غاله الحجر
فتى يساوي نصف هذا الكوكب الموبوء بالشقاء
بمن عليه عاش لا يملك ما يقتات
يرحمه الله أبيّا عاشَ لا يزاحمُ الذئبَ على الفتاتْ
يرحمه الله أبيّا ماتْ
الموت والحياة ذئبان من الرماد والثلوج والدماءْ
هما اللذان افترساه ساعة المساء
مات أبو حيان في غربته
طفت على مقلته / صورة محبوبته / وانعكس القمر
ومات فيه الشاعر الملتاع
وبيع في شوارع العالم. في اسواقه السوداء
عيناه كالأيقونتين تذبحان الليل بالضياء
قد فهم اليوم بأن العصر ليس عصرهُ
فالوقتُ وقتُ الجاز والروكِ
وطبع الوشم فوق جسد الصبية الحسناءْ
رأيته بحراً بلا شراعْ
رأيته صيفاً بلا سحرْ
تفيض من عيونه.. رائحة العذاب والمطرْ
ونشوة سحرية.. كأنها الغرام في الصغرْ
رأيته يبكي على بوابة الموتى
وكان النجم في السماء واضحاً
وضوح الدم.. والاشجارُ كالأفكار
كانت كلها سوداءْ!

*****************

أغنية أوديس الفلسطيني

هذي فلسطين الحبيبة في دمي
حوريةٌ عذراءُ من حلم الصبا
تصحو فترتفع السنابل
آثار قبلتها الندية لا تزال على فمي
وعلى يديّ رفيف أجنحة العنادل
هذي فلسطين الحبيبة قلبها يعدو على
نهر الرماد بلوعة حرّى فتستبق الجداولْ
حورية عذراء تعجبني براءتها
وعيناها كأطياف الهناءْ
وأنا الذي ما خان عهد جمالها , وهوى النساء
وأنا المتيّمُ في سواد عيونها- في مجد قامتها-
وفي عطر الجدائلْ
ولأجل عينيها أموتُ لأجل عينيها أقاتل
ولأجل عينيها الجميلة والحزينة كالمساء
أمضي إلى قدري كأوديس لها
وأعود من أمواج ذاتي
وأعود يا بنلوب في يوم من الأيام من قلبي
الى عينيك فالفجر المؤاتي
سيتمُّ ما بدأت به عيناك من غزْل ومن غزَل
ويعطينا مفاتيح السماء
مُدّي يديك وعانقيني
وخذي سنا عمري إليك وسامحيني
اليوم أسألك الهويَّة والهوى
وترابَ قبري يا فلسطين الحبيبة
هذي شموعُ العين لو أوقدتها
ومسحتِ عن قلبي لظى الشفة الكئيبة.

*********************
لأني أحبكِ

لأني أحبكْ تفيض عيوني
صباحاً مساءً
بدمع.. بشعرٍ.. بوهجٍ حزينِ

لأني أحبك
أحبُّ إخضرار الحياة تمطّى بغير إنتهاءِ
أحبُّ النجومَ التي بعثرتها الليالي ورائي

يميناً سآتيك يوماً
وقلبي على كفك الباردة
سأنفخ فيه فيصبح طيراً
من الضوءِ او نجمة شاردة
سآتيك يوما... وعند اللقاءِ
بكفيك سُدِّي تجاويف جرحي القديم الجديدْ
بعينيك مُرّي على شفتي بوهج الخلودْ
سأعشق فيك العذابات حتى النهاية
وحزني الذي ضمَّخته الورودْ
بقطرٍ, بسحرٍ, بشوقٍ,... بآية
ترانيمها في صميمي تعيدْ
سأصنعُ منك اذا عشتُ أحلى وطنْ
وأجملَ منفى
سأصنع منك شتاءً وصيفاً
سأجعل عينيك ماءً بآنيةٍ من سرابِ
وأجعل كفيّك سوط عذابِ
لمثلي....
اذا عشت لا شيء أصنعُ منكِ بتاتاً
وأصنع منكِ زمانَ المكانِ....مكان الزمنْ...
وعيناك أنت أناديهما في الدجى من جروحي
كنرجستين لآدم ريحانتين
اذا الشوق لوّعني أن أطلّي
سأصنع منك اذا عشت شمس نهاري وأقمار ليلي
وأصنع منك حياتي وموتي وخيط الكفنْ
وأصنع منك فلسطين روحي
التي لا تزال تعذبني مقلتاها
فأهتف "شكرا على كل هذا
العذاب الجميل العذاب الحسن"



****************

أشعار دامية على جدران الزمان والمكان

في الطريق لطروادةٍ
يموت حصان أودوسيوس..صاحبه يتزوج واحدةً
من نساء البحار.. وينسى الوطنْ

٭٭٭
في الطريق الى الجلجلة
تزيل اللثام.. وتغسلنا بالشذى سنبلة
- مرورا على جنة النار والشوك-
تخرج عنقاؤنا من رماد الخلود
ويأوي المكان الى نصفه الآخر الانثويّ
ويضيء الزمنْ..

٭٭٭
كلما أنشب الموتُ في زنبق القلبِ مخلبه المخمليْ..
إرتميت على قدم للسماء حريريةٍ..
- كان ضوءٌ من البحر يرشحُ
يا لصراخ السماوات فيّْ-
الزمان يضيءْ
- وسيزيف يحمل قلبي الى قمة الحزن فيّْ-
والمكان يجيء...!

٭٭٭
كلمَّا حاصر الليل عصفورة من دمائي
تسللتُ من جسد كوكبيّ..
.. من يعيدُ السماء اليّْ
إن وجه السماء تغيّر.. تلك التي
كنت أقضم أوراقها كالفراشة..
واللحظات التي هدهدتني يداها الحريريتان
تغيّرت الآن...
لا بدَّ من زمن آخر لا يضيء
ومن وطنٍ لا يجيء..

٭٭٭
وحده القمر المتناثر في الذاكرة
وحده الشجر المتكاثر في الخاصرة
بعد كورٍ ودورٍ يظلان ... لاأنت باقٍ هنا او أنا
بعد كورٍ ودورٍ يظل الّسنا..

٭٭٭
اتركوا القمر الأنثوي
يتدلّى كبرعم لوزٍ عليّ
ولا تتركوني...
فان شموس الحضارات تصدأ في ذكرياتٍ صباحيّة
وبمجرى دمائي وفي مقلتيّ..

٭٭٭
عبثٌ كل هذا الجنون ـ فلن يستجيب القدرـ
عبثٌ أن تلفَّ حبال رصاصيةٌ
على عنق نورسة في الضحى
عبثٌ ان تقصَّ لها الاجنحة
عبثٌ ان يُلطّخَ بالوحل هذا البياضُ الخجول - وشاح القمر-
عبثٌ أن يموت كموتةِ (لوركا) الشجر
عبثٌ ان يضيء الزمان اذا الدم فيه احتقن
عبثٌ ان يجيء المكان الى عرسنا الدموي
- إنتحارِ الوطن-

٭٭٭
إلجأوا للانوثة كي تحسم الامر ما بيننا
إلجأوا للنساءْ
إلجأوا للعصافير في البحر كي تحسمَ الأمرَ
ما بيننا الجأوا للعصافيرِ........
ما زال في الحبِّ متسّعٌ كي اموتَ
على جنباتِ السماءْ
ولفجر يهوذا إلجأوا , لدموع يسوع الحزين
هو الحزن حبّ دفين
غرقت ناره في الروايات
واشتعلت في قلوب المحبين والانبياء
الجأوا لروايات كافكا... لأشعار بوشكين
للغيم.. للبحر.. للارض..
او لحنان يوحنا وسيف هيرودوس
ان الزمان يضيء
والمكان يجيء
ولا بد من زمن آخر لا يضيء
ومن وطن لا يجيء..!!!


****************
اوراق مجهولة لمحمد الدرة

1
سلامٌ وبردٌ وورد وبعدْ
أنا اسمي محمدْ
وعمريَ عشرُ سنين
من الآن في كرم زيتون أولدْ
وتحت شجيرة تين ْ

من اللحظة الهانيه
ترفرفُ روحي شوقاً الى التربة الغاليه
من الآن اعشق ربي اصليّ
على ضوء بدر حزين حزين
من الآن اهتف شكرا لحاكورة الياسمين
عددت النجوم التي في السماء
وكيف بعينيّ تزداد شيئا فشيئا
وانتِ تمدينها بالضياء
تمدينها بضياء الدماء
وأنتِ الجمال الوحيد وأنتِ الحياة وأنتِ الممات
لعينيكِ أبكي ويحلو البكاءْ
لعينيك اذوي كغصن الحنين
لعينيك اغفو كذكرى وراء الدجى غافية
يمينا سأرجع يوما ولو كان من بعد حين
يمينا سأحلم بالفل والقمح والاغنيات
يمينا سأحضن أمي , وألثم دمعا ترقرق في مقل الطيبينْ
كتبت وصايايَ بالدم، بالدمع هذا الصباح
كتبت وصاياي فوق غصون القرنفل فوق غصون الاقاح
- احبك... سوف تعيشين فينا برغم المماتْ
تصيرين حقل نجوم جميله
تصيرين رغم الخراب خميله
فان متّ في غابة داجيه
فخليّ ضفائرك المقمرة
ترفرف حولي كرحمة ربي
وخلي عيونك تغسل قلبي
تعمدني بمياه الخلود
اذا مت كالغابة المثمرة
وكانت غيوم حنانك فوق دمي هاميه

2
سأصرخ في ليلة من سناء الدماء
لاجلك أعشق حزني وأهجرُ شمسَ الفرح
إلى ليلك الليلكيِّ على فرس من قزحْ
تطيرُ العصافيرُ بأسمي وتعدو الفراشات
يرقد وحيُ عيونك حولي
ويملأ بالأنجم القرمزية غابات ليلي
ويطرد عني اذا سرت في الليل روح الظلام
ويحرسني إن غفوت قليلا على تربة الأنبياء
ويقتلني بسيوف الغرام
من اللحظة الهانيه
سأولد يا فرحتي من جديد
وأعرف سر البحار وسر المطر
وسر الحقول وسر الشجر
سلام لكل ملاك شهيد
وقد رجعت روحه راضيه
سلام يعيد رفات اللحود
رفيفا على جنة زاهيه

3
تزوجت بالدم هذا الترابْ
تزوجت بالحب هذا العذابْ
تزوجت وجه بلادي الحزينْ
وقد نفيت مهجتي في الغيابْ
ولما ولدت لأوَّل مرهْ
كان قلبيَ جمرهْ
في بحارِ الرمادْ
لأصرخُ من ظلماتِ السنينْ
لماذا قتلتم صباح البنفسج والياسمينْ
لماذا حملتم مساءاتِ عمري
إليَّ كطيرٍ حزينٍ حزينْ؟
لماذا؟؟؟ لماذا؟؟

4
اريد قليلا من الذكريات
لأحيا والثم وجه الحبيب
أريد قليلا من الذكريات
لأنزل عن خشبات الصليب
أريد قليلا من الذكريات
لعلّي بعينيك يوما أضيء ظلام الممات
لعلي بعينيك يوما أضيء الذي لا يجيء
لعلّي بعينيك يوما أضيء
لعلّي بعينيك يوما لعلّي لعلّي...!


*****************
رسالة بلا عنوان

إستندي على هشاشة قلبي في الشعر
فكتابتك شفافة تنثالُ كالشلال ِ
في أغوار الروح الجريحة
ويعجبني أيضاً تناولك للأفكار الجميلة
الكتابة هي أشبه بالبحث عن حقيقة مجهولة
وهي في هذا الوقت بالذاتْ
أشبه بالعيش في جحيم جميلٍ
يغسلنا بندى الحب الهاطلِ من سماءِ المغامرة
على غابة أحلامنا الاستوائية
شعراً وشعوراً بألم الكلام الحيِّ في جحيمنا الخاصِّ
والمغمورِ بسحر النبوءة
ليبكي على حرير قدميكِ الأبيضِ كالثلجْ
النائمِ على ضفةٍ قمرية في ليالي الصيفْ

******************

لمن تراني أكتب الأشعار ؟

خواطري كئيبةٌ كئيبةْ
كأنها لوعةُ بحر ضاعَ في الظلامْ
كأنها عيناكِ شعَّ فيهما الغرامْ
خواطري كروحِ شاعِرٍ وحيدٍ في الدجى حزينْ
يقلّبُّ السنينَ علَّهُ يرى حبيبه
مكللاً بنرجسِ الأنوثةِ المصبوغ بالحنينْ
بألفِ ألف رغبةٍ غريبة
أَواه كم يحزنُ من يقلّبُ السنين
أواه كم يذوبُ من وجدٍ بهِ دفينْ
يصيرُ خيطَ أنجمٍ من شدةِ الشوقِ
هديلاً يأسُر الحمام
خواطري كئيبةٌ لأنني أعرف أن شاعري
الجميل سوف يهجر الأوطانَ للشيطانْ
ويهجرُ الشموس والفرح
ممتطياً قوسَ قزحْ
نحو جزيرةٍ يغنّيها الأسى ودمعها جدران
تحبسُ قلبي في محارةٍ من الأحزان
لأنني أعرف أن الشرَّ سوف ينتصرْ
وشاعري سينكسرْ
وأنهُ سيقتلُ
على يد الرعاعْ
أعرف جيداً بأن الفارس
الأبيض سوف ينزلُ
عن الجوادِ الحلمْ
مضرجاً بالدمْ
جسدهُ زنبقةٌ حمراءْ حول النهرْ
وروحُهُ شراعْ
خواطري كئيبةٌ تقولُ ألف شكرْ
على الخياناتِ التي مارستها
ضدّي وألف طعنةٍ في الظهرْ
شكراً على الحزنِ الذي
رجمتِ خافقي بهِ
شكراً على حجارةِ الضياءْ
أغويتني حواءُ بالعيون
بالشعر المصبوغِ بالأحمر
بزهرةٍ فيهِ حريريهْ
الحبُّ يا حوريتي أكبرْ
هذي أحاسيسٌ إلهيَّه
أغويتني أغويتني حواءْ
بكل ما في المرأةِ الحسناءِ من فتونْ
بكل ما في حسنكِ الهادئِ من جنونْ
سكبتِ لي سلافة الأشواقِ في الإِناءْ
أخرجتني من جنة اللهِ ومن بحبوحة السماءْ
لمن تراني أكتب الأَشعار
من بعدكِ ؟ ولأجل عينيكِ أنا
والحزن ملء خافقي أضحكُ للنهار
لمن تراني أكتب الأشعار ؟
توسدي زندي فقد نسيت ذنبكِ الأبيد ...آهِ أيْ ذنبْ
مسحتهُ بدمعةٍ مسحتهُ بقلبْ
يعُّبْ ما في الأرض من طهرٍ ومن جراحْ
كزهرةٍ خمريةٍ يربُّها الندى
قد شققتها الريحُ في طراوة الصباح
وضعتُ من قلبي في تلّهفي إليكِ كُلُّ يومْ
وضعتهُ في النظرةِ الساجية الحزينةَ الضياءْ
وضعتُ من قلبي في أحلاميَ السكرى
التي تحملني إليكِ في اليقظةِ أو في النوم
وضعتُ من قلبيَ في الولاعةِ الحمراءْ .


******************

نقوش على جناح نورسة زرقاء

على جناح تلكما النورسة الزرقاءْ
ظللتُ أعواما كمن ينقشُ بالقطيفة الخضراءْ

كانت برازيلية ً حسناءْ
تشربها القلوبُ مثل النغم الحزين كان حسنها
فوق حدود العشق والشعر وكانَ
بيننا الفُ سنين ضوءَْ
كان جمالها الحزين يوجعُ القلوب مثل الداءْ
وعندما أحببتها ظللت مسكونا بكل شيءْ
بالعشب الاخضر بالطير وبالبحرِ
وبالليل وبالنجوم والغناءْ
ظللت اياماً أرى نفسي نبياً كارمياءِ
وبينها وأخرى يتعب القلبُ
ويرميهِ أبو لهبْ
بسهمه المجنونِ فأكتبي على صدري
- اذا قضيتُ- بالدم ِ
- المجد لله وللجمال لا للقبح والعربْ-
ليس هم اليهود من قد قتلوا
في البدء انبياءهم.. بل العرب
وليس نيرون الذي احرق في
جنونه روما.. بل العربْ
أوَّل مرة أحسُّ يا حبيبتي
أوَّل مرة بأني.. أكرهُ العربْ
٭٭٭
أوَّاه من حضارة الشعرِ التي تسقط في يديكْ
وانت ربما من الغرور لا تدرينْ
لكم يصيح شوقنا اليكْ
من ابد الذكرى اتسمعينْ؟
حورية ً من زبدِ البحر ومن أصدافه أراك تنسلينْ
إدعي ليَ الله بان يغفر لي لأنني
عبدتُ في براءاتي عينيكْ
إدعي ليَ الله وابن مريم الوضيءْ
يغسل بالدموع جسمي ودمي الحزينْ
يغسله بالنور كي يراكِ
إني ظالمٌ نفسي وإني المخطىء المسيءْ
٭٭٭
هل أنتِ في حيفا تقمصتِ ، وهل تقمصَّتْ
فيكِ التي احبها حينا ولا احبها حيناً
كنجمة الصباح في دمي تذوبْ
حيفات التي تطير من ذاكرتي تغيبْ
في الشفق الناريِّ طيراً أزرق الريش
وفي دوامة اللهيبْ
آواه كم وادعة حيفا وكم مسكونة
بالروح.. او مخضوبة العينين بالصفاءْ
آواه كم بعيدة حيفا عن الموت
وعن حرائق المغيبْ
ومن"دي جانيرو" الى حيفا كألف عامْ
تقسم القلب على سمائها
نوارسا حزينة المساءْ
هل من دي جانيرو إلى حيفا ومن حيفا
إلى قلبي..أايا أفعى الأمازون
لكم مترعة عيونك الخضراء بالغرامْ..
٭٭٭
لكم توَّسلتُ إليهنَّ وكم دعوتُ
والدعاء رمح يهتكُ الفضاءْ
ليتك ترجعينْ..
وانت تبعدينْ..
أوَّاه عشرون قصيدة من السماءْ
قد سقطت في الشاطىء الغربي من عينيكِ
عشرون قصيدة من السماءْ
وانت في قلبي ذكرى تبعث البكاءْ
وتبعث الحنين ذكرى من شذى وطيبْ
لثمتها بكل ما في الارض من شوق شممتها
بأدمعي أزهار نارنجٍ.. هو الحبيبْ
سيطرق الابوابَ من عمري وتنعسين
مثل نبي وتنامين على تربة روحي ثم تذهبين
في يقظة ، الاحلام يا حوريتي أراك تذهبين
٭٭٭
أريد أن أسفح قلبي اليوم فوق قلبك الحزين
أريد أن أكتبها قصيدة واحدة فيكِ
وأثوي بعدها لريثما يملَّني الثواء
أريد أن أبوح بالضوء الذي يسكنني سنينْ
وبين جانيرو وقلبي يولدُ الضياءْ
ويولد التاريخ من جديد..
كل حجر في الكون مولودٌ
وكل قطرة من ماءْ
أريد أن أصدقَ مرة وأن
أخلع عن قلبي لك القناعْ
أريد ان يعذب الفؤاد من عينيكِ بالنارينْ
أريد ان أموت يا عيني على يديكِ مرتينْ
آواه ألف طائر ملتاع
رأيت مذبوحا بعينيك الحزينتين
آواه مخزونٌ بعينيك الحزينتين
تراثَ كلِّ شعراءِ الأرض , مدفونٌ عذاب الفلِّ
يا كنزاً صغيراً خالداً يفضلُ بحر التبر واللجينْ
آواه لو جئتك قرباناً من السماءْ
حديقةٌ جسمي للجراحِ, قلبي ثمرٌ أحمرُ او نهرْ
آوَّاه لو جئتك طيراً أبيضَ من عالم الصحراءْ
مبللاً يريد أن يضيع في عينيكِ حتى آخر الضياع
لا بأس عندي اليوم في أن تصبحي حفيدة
لامرأة العزيز والنساء
فلم تزل بقية في القلب
للشعر.. وللحب, وللحزن.. وللنساء
احببت فيك البحر والصحراء والقمرْ
احببت فيك الشعر والنوار والصباح
ولوعة لشاعر مكلل الفؤاد بالجراح
يا ايها الكائن لا أعرفُ
من انت.. اطير من سماء الله ؟ .. ام بشر؟
تركتني كناسك معذب
أسأل فيك الله من تكون
أسأل فيك الروح من تكونْ
أسأل فيك القلب من تكون
أسأل يومي فيك كلهُ
وفي كهفِ الدجى أُقلبُّ الفكرْ
من أي أرضٍ جئتني؟ من أيَّما بَحَرْ؟

*********************

فوح الورد الحار

بكت عينها والقلبُ يحسو دموعها
يفوح فراشاتٍ ومسكا ً وعنبرا
فقلت ُ لها لا تبكِ عينُكِ إنمّا
نحاولُ حُبّاً او نموت فنُعذرا

أنا محتاجٌ لعينيك ِ وتشرين الحزين ْ
انا محتاجٌ لفوح الورد ِ في جسمك ِ
في هذا المساءْ
فلماذا تذهبينْ ؟
أنا عفّرتُ لعينيك ِ التراب ْ
بدمي الطاهر كالنجمة ِ
عفّرتُ لعينيك ِ القمر ْ
وتوّسدتُ على تربة اشواقي لأحيا
إنَّ من مات َ لعينيك ِ إنتصر ْ
أنا محتاج ٌ إلى صوتكِ يأتيني
ولو كان سراب ْ
أنا محتاج ٌ له هذا المساء ْ
كل ُّ ما أملكه ُ محض ُ عذاب ْ
فلماذا تذهبين ؟
ولمن هذي المكاتيب التي تحملُ روحي كغمامه
في متاهات الحنينْ
والتي تجعل من روحي سماواتَ نداءْ
وهديلا ً لحمامه
..........................
إنّ هذا الليل َ في قلبي َ تسبيحةُ ميلادٍ
وموتٍ وقصيدهْ
أشعلت انفاسي َ الثكلى ترانيم َ صلاة ٍ
وضراعات شهيد ٍ لشهيدهْ
.......................
أنا لا أنتِ ... وهذا الصلب ُ حبّاً فوق َ أزهار الحديقهْ
وسياطُ الشمس فوق الجسدِ
المملوءِ بالنيلوفر ِالمائيّ ِلا خمر ُ الحقيقهْ
أيُّ شيءّ ٍ في مخاض ِ الضوء ِقد اصبح منيّ؟
أي ُّشيءّ ٍ في مخاض الظلمة ِ
الزرقاء ِ قد أصبح َ مني ّ؟
حفنة ً من نور هذا الليل ِ
تغفو فوق شباك ِ الطفولة ْ
وتناديني بأسمائي فأمشي
في إنعتاق ٍ أبدي ّ ٍ فوق أحزاني الطويلة ْ
....................
أنا عفّرت لعينيك ِالتراب ْ
بدمي الطاهر ِ كالنجمة ِ
عفّرتُ لعينيك ِ القمر ْ
وتوّسدت ُ على تربة أشواقي لأحيا......
إن من مات لعينيك ِ إنتصرْ

*****************

كتابةٌ بدمعِ غيمةٍ سوداءْ


وجهكِ سمفونيّة الوداعْ
وقلبكِ الملتاعُ روضةٌ لطيرِ الحبِّ
أو مقبرةٌ مثلوجةُ الدموعْ
وصوتكِ المسكونُ بالعنقاءِ
تحتَ المطرِ الأخضرِ والمورقِ بالحنانْ
يسيلُ في مدينةٍ ميتَّةِ الأضواءْ
يلمسُ وجهي فيذوبُ في دمي شعاعْ

عشتُ زماناً أصفرَ أحلمُ والنيرانْ
تهطلُ في دمي بلا إنتهاءْ
أكتبُ بالدمعِ الذي يهطلُ من غيمتكِ السوداءْ
أسيرُ في الشوارعِ المجففَّه
الشوارعِ المحنطَّه
الشوارعِ الميتةِ الزهورْ
أسيرُ في حلمي ولا أسيرُ مثلَ ظلِّ نرجسٍ
وأثوي في حرائقَ من البكاءْ

يصرخُ للسماء قلبي . في جحيمِ الأرضِ والشتاءْ
متوَّجاً بغربةِ الأشياءْ

حديقةُ أنتِ وبوَّابةُ ليلٍ تشبهُ الضلوعْ
تسمرَّتْ ثلاثُ حيّاتٍ عليها تشربُ الدموعْ

رميتِ للرياحِ زهرَ الروحِ ...للتنيّنْ
حملتِ نعشَ الشمسِ في أصابعِ السنينْ

أألتفتْ إليكِ والصقيعُ في
أصابعي بركانْ؟
وزهرةُ النارِ على شاهدتي تورقُ .. والضريحْ
في موضعٍ خلفَ غيومِ مقلتينا حملتهُ الريحْ
أألتفتْ إليكِ أو أحاولُ الولوجَ في بوّابةِ الملحِ
وفي بوّابةِ الشيطانْ؟
عدا على الأمسِ الذي كانَ هولاكو بعثرَ الأيامَ
كالأزهارِ في النهرِ أتتْ نيرانَهُ على جمالنا
البريءِ تنفثُ الدخانْ
لا تفتحي الدفاترَ الحمراءَ وإنسيها لأنهُ
يرقدُ في دفاترِ الحبِّ التي كتبتها ثعبانْ

كانَ الجمالُ في الصبا سلاحنا الوحيدْ
كانَ لهيباً أزرقَ يطردُ عنَّا ثعلبَ الخوفِ الذي
يقضمُ فينا الآنْ
كانَ حساماً من حنانٍ في يدينا ....كانْ
أمومةً تحرسنا من كُلِّ شرٍّ أينما نسيرْ

تشوَّه الجمالُ فينا إنحطمتْ كلُّ أباريقِ
الحياةِ فوقَ رأسينا وما نزالُ سائرينْ
تغيرَّ الهلالُ والنهرُ وما نزالُ سائرينْ
وربمَّا للشفقِ البعيدْ
نسيرُ في أواخرِ الرؤيا
لكي يبعثَ فينا الصبرَ والعزاءَ من جديدْ

****************
ونجمي في السماءِ تشي جيفارا


أوَ اندفعتْ على الليلِ القُمارى
وراحت ترسلُ الشجنَ المُثارا
أدرنَ ليَ الغناءَ ولستُ أدري
غناءً كانَ ذلكَ أم عُقارا ؟
أجاراتي لدى الإظلامِ إنِّي
قطعتُ العمرَ للأوهامِ جارا
وبي في جؤجؤِ الصدرِ انكسارٌ
رمى في جؤجؤِ الطيرِ انكسارا
وكنتُ إذا غضضتُ الطرفَ قبلاً
غضضتُ على قذىً , وكتمتُ نارا
ومن أقصى لهيبِ الروحِ منِّي
سكبتُ على دمي شفقاً فغارا
ومن رولانَ أغنيةً وسيفاً
غمدتُ بوردِ شرياني انبهارا
أرددُّ همسةً ليديكِ عنِّي
وألثمها , وأنتصرُ اندحارا
أرددُّ همسةً ...وتروحُ أخرى
فترمقها أحاسيسي جهارا
سأقطعُ ليلكِ الضوئيَّ سَعْياً
على العينينِ ......أنهمرُ انهمارا

*******

لبستُ على هواكِ الشوقَ طفلاً
وأنتِ خلعتِ في حبِّي العذارا
ولكنْ قصَّ شعري ..وانهياري
دليلةَ , في غرامكِ كانً عارا
سيركضُ فيَّ بحرُ رؤاكِ حتَّى
تغورُ يداكِ برقاً في صحارى

*******

شعاعي في الثرى غارسيا لوركا
ونجمي في السماءِ تشي جيفارا
ومثلي لو مشتْ شفتاهُ يوماً
على صخرٍ بقلبكِ كانَ فارا
ولو بالوهمِ رُحتِ من الليالي
مروَّعةً , غدوتُ المُستطارا
ولو ألقيتِ قلبي في إسارٍ
لكنتِ وجدتهِ عشقَ الإسارا
وأصبحَ ضيقهُ عندي انفراجاً
وصارَ حديدهُ ذهباً نضارا

*******

ولكن أينَ بينَ الناسِ من لمْ
يمِلْ بالقلبِ ناحيةَ العذارى ؟
وأينَ مُوَّقرٌ طَعَمَ الليالي
وذاقَ الحبَّ ما خلعَ الوقارا

*******

وقعتُ على هواكِ , فضجَّ ليلي
عليَّ , ولوَّعَ القدَرُ النهارا
ورنَّقَ شمسَ أحلامي غروبٌ
فآذنتِ المداركَ والمدارا
يميلُ الزهرُ فيها صوبَ قلبي
وقد زيدتْ شحوباً واصفرارا
قرارتها الدماءُ , ولستُ أدري
لها بينَ المصائرِ , لو قرارا
وما هذا ...؟ جمارٌ ؟؟ أم ذراها ؟
إذا للعينِ أشبهتِ الجمارا
وكُلُّ الشعرِ رنَّاتٌ عليها
إذا ما موكبٌ في الغيبِ سارا

*******

فقلْ لرشا تريشُ سهامَ لحظٍ
ونحنُ الميِّتونَ بها سكارى
حجبتِ الوجه عنِّي , غيرَ أنِّي
عرفتُ على أصابعكِ المحارا

*******

ولي كبرى شموسِ الشعرِ تزهو
يخرُّ الآخرونَ لها صغارا
ولكنِّي شواظٌ في عراءٍ
لسيفٍ شفرتاهُ لا تمارى
وضيَّعني أواخرُ قومِ لوطٍ
مسيحاً لا صليبَ ولا نصارى
كأني السامريُّ أصيحُ حتى
تعلَّقَ في المدى شِعري نضارا
وكنتُ أطعتُ شيطانَ الغواني
وشيطانُ الغواني لا يُجارى
ولو أُنصفتُ كنتُ بلا مراءٍ
نبيَّاً في نبوءتهِ توارى

*******
سأُشعلُ فيكِ ثلجَ القلبِ يوماً
وأجعلُ من يديكِ لهُ نثارا
ويوماً لا تردُّ عليكِ روحي
سأمنحها نوارسَ أو بحارا

*******

هوىً قد شعَّ منِّي في الوصايا
هواءً في الغدِ اللُجيِّ صارا
****************

قلبُ الأسفلتْ

أبداً ترنُّ خطاكَ في صُمِّ الشوارعِ كالنقيرِ
ويصُدُّكَ الزمنُ المريرُ ... عليكَ يوصدُ ألفَ بابْ
منفاكَ أرضُ سدومَ .... فأحملْ قلبكَ المسكونَ
مثلكَ بالمزاميرِ القديمةِ .....أو صدى القبلاتِ
وأرحلْ عن زمانكَ أو مكانكَ في إغتراب
يا آخري المملوءُ بي
المحفوفُ بالأطيافِ أو قلقِ الضياءِ أو السرابْ

لأكادُ أسمعُ من بعيدٍ رجعَ وسوسة الخمورْ
وأرى الدجى المُنسلَّ من كهفٍ جليديِّ العصورِ
يلُفُّ أغربة َ المدينة في المدارجِ بالضبابْ
........................................
والعابرونَ كأنَّ أيديهمْ مخالبُ من حديدٍ كالحٍ
وكأنَّ أعينهمْ صخورْ
الراجمات الرسلَ أو ربَّ الحقيقة والشعورْ
الساخرات على المدى مني ومنكَ ............
من العذابْ

من كلِّ حمراء الظلالْ
والداءُ في دمها وفي فمها سؤالْ
ميدوزُ يكفرُ قلبها بالحُبِّ يكفرُ بالحنينْ
الملحُ يطفرُ من شراييني كفيزوفٍ دفينْ

ما جئتُ أحترفُ الشعورَ هنا وأحترفُ الخيالْ
والحُبَّ ...لا ......... بل ْ جئتُ أحترفُ التوّجعَ والشجونْ
يا أنت َ يا أسفلتُ ...يا فمُ ...يا ظلامُ ....
ويا نساءُ ....ويا رجالْ
الحُبُّ صخرٌ في المدينةِ لو يكونْ
الحُبُّ صخرٌ والجمالْ
حتى الجمالُ هناكَ صخريُّ التلفتِّ والعيونْ
حتى الدجى والنورُ
نورُ الشمسِ أو نورُ الهلالْ
لو كانَ يبصرهُ هنالكَ ألفُ خفّاشٍ لعينْ
أو كانَ يبصرهُ هنالكَ مبصرونْ
أصحابُ حاضرةِ الرقيم ِ
ـ مضى الزمانُ فمن يعيده ـ؟
ما زالَ في أعماقهم بعضُ البروده
والذرُّ والعبراتُ شالتها الى الأبدِ الجفون ..!

*********************

وقفة قصيرة أمام حزن جميلْ

لمْ جئتَ يا أيهّا الحزنُ الجميلُ وما
تريدُ مني؟ ومن قلبي وأجفاني؟
عيناكَ محزونة ٌ مثلي وشاربة ٌ
من بحرِ قلبي وآلامي وأحزاني
ذهبتُ........ يسألُ قلبي بؤبؤيكَ كما
عن إخضرارِ الليالي شفَّ إيماني
إني سأهواكَ قلباً نازفاً أبداً
وريشة ً رُميتْ ظلماً بنيران ِ
وسوفَ أصنعُ من هذا الكيانِ سنا
وحيٍ وأحرقُ فيهِ ألفَ شيطان ِ
ثلجٌ جمالُكَ غطَّى كلَّ نافذةٍ
صيفيةٍ وعواءُ الذئبِ أشجاني
عصرتُ عنقودَ نيسانٍ بأوردتي
فكلُّ حزنٍ جميلٍ طعمُ نيسان ِ
سهرتُ.....والقمرُ الورديُّ محترقٌ
بجبهتي ....ليتَ من أنساكَ أنساني
وليتني مثلَ معنى الضوءِ منكسِرٌ
على قوامكَ أرفو لفظَ ألحاني..!

**********************

مزمور الحُبْ الضائع


داءٌ هو العشقُ لا ينفكُّ يسكُنني
ضوّى دمائي نجوماً في الدجى الكابي
منايَ لو كنتُ أصحو والصبا سِنة ٌ
يوماً وأمشي بلا عشقٍ وأوصابِ
رأيتكِ الأمسَ يا حورّية ً ملكتْ
عليَّ قلبي ...وأحلامي ... وأعصابي
في الحلمِ أجلو على ضوءٍ محاسنها
وأستبينُ خفايا حسنها السابي
.................................
نشدتكِ اللهَ ألاَّ تلثمينَ يدي
إلاَّ بدمعٍ سخينٍ أو بأهدابِ
هذا الجمالُ غريبُ السحرِ يوقظني
من نومِ روحي وقلبي في دجى الغابِ
هل كانَ خلفَ سماءِ اللهِ محتجباً ....؟
أم كانَ خلفَ شبابيكٍ وأبوابِ؟
هل جاءَ طيراً جميلاً من حمى سبأٍ؟
أو نجمة ً لسماءِ الحزن ِ ترقى بي؟
تذوبُ في شفقٍ للصبحِ تخضبهُ
وتستحيلُ سلافاً ملءَ أكوابي
ما كنتُ أدري بأنَّ النهرَ يعشقني
والطيرَ تغفو مساءً تحتَ أثوابي
الغابُ خلدٌ جميلٌ أنتَ داخلهُ
ـ بالروحِ ـ..... يضحكُ أنهاراً لأعشابِ
فيهِ الربيعُ لأشواقٍ يُمسِّدها
ثلجُ السنين ِ على قلبي وأعتابي
إنّي سأفني الصبا لثماً بأفئدتي
حتى تذوبَ شموعاً ... للهوى الخابي
منايَ أصحو ولو في الحلمِ مختلساً
سكونَهُ قبلَ أبواقٍ وتصخابِ

**************************

تذييلات لمزامير عُذريَّة

(1)
يا ربِّ أزرى بقلبي الحُبُّ والندمُ
وعادني ما يعودُ المخطئُ الجاني
لو تابَ ..عيناه تجري والدموعُ دمُ
وثغرهُ الغضُّ ممدودٌ بنيران ِ
كما تناثَرُ عن بركانها الحممُ
والقلبُ يا ربُّ مأخوذ ٌ بحرمان ِ
وباتَ يعصرهُ التسهيدُ والألمُ
يستخبرُ الليلَ عن عفوٍ وغفران ِ
يشعُّ خلفَ لمى طفلٍ ويرتسمُ
يضاحكَ الأرضَ أو وجه السما هاني
وفي حشاه الأسى والنارُ والسقمُ
وروحهُ خلدُ من أقنومه ُ فاني
(2)
يا ربِّ أوشكتُ في غمرِ الهوى وعلا
رغوُ الخطيئة ِ فوقي كالدياجير ِ
أدعوكَ والقلبُ في يأسٍ فهبْ أملا
يجلو الظلامَ بفردوسٍ من النورِ
والشوق ِ, قد شدّني عن سربروسَ إلى
دنيا الجَمالِ وأصداءِ المزامير ِ
أرقى إليها ...لأسبابِ الهوى بطلا
كأنني بعضُ أحلامِ الأساطير ِ
تبدو بأخيلةِ الطفلِ الذي إقتبلا
في مقلتيهِ وفي ذاكَ اللمى الجوري
قد عاشَ ظلاً بأكنافِ الطفولة ِ لا
يقتاتُ إلاّ على عظمِ العصافير ِ
(3)
أمشي وحاملُ أرزاءِ الهوى تعِبُ
وزادهُ الشوقُ دونَ الناسِ إطراقا
ما غير رؤيا لنجمٍ عاشقٍ تثبُ
فوقَ السماواتِ أطباقاً فأطباقا
فيما أرى قلبَهُ الأوّاه يلتهبُ
وقودَ أضلاعهِ ...يا طولَ ما إشتاقا
والوعتاهُ ..وقلبي ما بهِ لعبُ
والدهرُ لم يألُ ثوبَ العمرِ إخلاقا
أمشي وناركِ في عينيَّ تضطربُ
فتستحيلُ الى ما سالَ رقراقا
يا ربِّ أينَ لمىً كالليلِ ينسكبُ
بينَ الشفاهِ ضحىً ينداحُ إشفاقا ؟
(4)
يا ربِّ أينَ الذي أهوى ..؟ قسائمُهُ
مِنيّ ..وعيناهُ قالوا نجمتا صيفِ
وشعرُه سرمديُّ الطيبِ دائمُهُ
يجري كبوح ِ غواياتٍ على الكتفِ
نهراً من الليلِ ...هلاَّ ماتَ نائمُهُ..؟
وما لدى القلبِ من نُكرٍ ولا عُرفِ
رحماكَ والثغرُ ما سحّتْ غمائمُهُ
أوّاهِ ....لولا ببقيا ذلكَ النطفِ
وسميِّ عمري ,ولو هبّتْ نسائمُهُ
تشفي من الحُبِّ...أو من وجدهِ تشفي
لم ندر ِ أنَّ الذي بتنا نلاثمُهُ
تقمصَّ الروحَ كالأشواق ِ للطيفِ

***********************

كالبجعِ المتعبِ ..كالنداءْ

أصابعُ الكواكبِ البعيدةِ البيضاءْ
تمسّني ..تحيلني نورسة ً باكية ً
على ضفافِ الروحِ أو .... حديقة ً من نارْ
تمشي على ظهريَ أمواجاً من البروقِ
والحريرِ والأعشابْ
وتُشعلُ الجبينَ بالحنينْ
الى الحنينِ ذاتهِ وتشعلُ الأزهارْ
******
الشعرُ إنصافٌ لنا منكِ ومجدُ الفقراءْ
وأنتِ من ينقطُّ السماءَ
في عينيكِ من ينقطُّ السماءْ؟
بدكنةِ الضوءِ وبالقطيفةِ الخضراءْ
لهثتِ فوقَ الصدرِ في أحلاميَ الزرقاءْ
كالبجعِ المتعبِ ..كالنداءْ
خفقتِ فوقَ الوجهِ بدراً خائفاً يجرحهُ الضياءْ
يخفقُ فوقَ العُشبِ الذاوي بأطرافِ المجرّاتِ
فراشاً للأغاني ضائعاً . يغيبُ في بوّابةِ القطبِ الشمالية
يذوبُ في أرضٍ ضبابية
******
لفَّ على أجنحتي البيضاءِ أخطبوطُ حزنكِ ألذبيحْ
يلقفُ ما في القلبِ من دموعْ
تكوّرتْ فيهِ شتائية
يرقصُ مجنوناً على تابوتيَ المجروحْ
آهِ أنقذيني الآنْ
يا غابةً من الجمالِ والدموعِ
والمرايا ....أنقذيني الآنْ
يا غابةً من وجعِ المرجانِ في عروقها
تصرخُ حتى آخرِ الزمانْ
*******
فيما مضى كنتُ شعاعاً أعشقُ الأنهارْ
وصافياً مثلَ سماءِ الصيفِ لمْ يدمِّرْ الإعصارْ
حديقتي .....كنتُ كنهرٍ هادىءٍ يعشقهُ الخريفْ
تسبحُ في مياههِ وجوهُ كلِّ الناسِ كالنجومْ
وفي حصاهُ تهدرُ الهمسة ُ كالحفيفْ
ثمَّ إستحالَ ألنهرُ في أقلَّ من ثانيةٍ مستنقعاً من يأسْ
تعلَّقتْ شوائبُ ألحياةِ فيهِ .......عشَّشَّ ألتنيّنْ
وزفرَ ألجحيمُ منهُ فأتركيني مثلَ أشجارِ ألسماءِ
شامخاً وعالياً ....فسندبادُ رغمَ كلِّ الموتِ لن يموتْ
إلاَّ على صخورِ كبريائهِ في بحرهِ الأخضرِ
لن تخدعهُ دليلةٌ أخرى
إذا أصغى الى ندائهِ ودمهِ الصموتْ
******
تحجرَّتْ دماءُ من كنتُ أحبهمْ
وأصبحتْ ورداً جليديّاً
ولوناً باهتاً لليلِ أعضائي وللنهارْ
يسكنُ في جدارِ شمسٍ طعمها رمادْ
******
صرخة ُ روحي شفقٌ ملتاعْ
يزحفُ فوقَ الجبلِ الأزرقِ بإنكسارْ
دمعٌ هوائيٌّ بعينيَّ
إمسحيهِ الآنَ لو بلفتةِ الوداعْ
******
في قبضةِ النارنجِ مشبوحاً على السياجْ
وجهي.... وعيناكِ ترفّانِ على نومي كحلمينِ فقيرينِ
كطيرينِ من الإنجيلِ يسبحانِ في نبوءتي ........
كم سنةً أحتاجُ كي أعرِّفَ ألرؤيا التي تملأني
بكلِّ ما في الغيمِ من دمعٍ , وكيْ أعرِّفَ الجمالَ
هذا اللا نهائيُّ يشقُّ الروحَ مثل نخلةٍ بيضاءْ
يشقّها البرقُ بلطفٍ كحنينِ الماءْ
تشقّها صيحةُ موسى في دجى سيناءْ
وصيحةُ المسيحِ بعد الصلبِ يومَ الجمعةِ الحزينة
تشقُّها ملءَ دمي السكينة
كم سنةً ضوئيةً للروحِ كم نبوءةً أحتاجُ
كي أمشي على الأمواجْ؟

*********


صراخ الليل الصامت


أذكرياتكِ ملءَ القلبِ تبكيني؟
من أيِّ غيمٍ على صحراءِ حرماني ؟
من أيِّ نومِ سماءٍ فوقَ ألحاني ؟
تهمي وتندفقُ
كأنها الألقُ
كأنها قطراتٍ سحَّها الأفقُ
تميتني في الدجى الكابي وتحييني
كأنني من سدومٍ عائدٌ ...فعلى
قلبي أمرُّ على عينيكِ تحملني
اليكِ مثل رذاذ الورد أسئلتي
والأغنياتُ التي تمشي بأكفانِ
سأنفضُ النار عني كلمَّا احترقت
بمائكِ الصلب ِ أزهاري وأجفاني
فيخفقُ الحلمُ في عينيَّ والرمقُ ..

**************

كم ذا أبيتُ على الآلامِ في فُرشِ
ترفُّ فوقكِ أنغامي وأجنحتي
أسرّحُّ العينَ فيما لفَّهُ العبقُ
ينثالُ من ألقٍ ..ينثالُ من غبشِ
عليَّ ....أحسستُ أنَّ رؤى حريرية
ستحملُ القلبَ ..والأجواءُ تنصعقُ
إلى جزيرة خوفٍ سندبادّية
كأنهُ للقطا فرخٌ من الماءِ
أو زهرٌ يمسدّهُ
بياضُهُ ....وصراخٌ صامتٌ أبداً
لليلهِ وفتيلُ الروحِ يحترقُ
في غابةٍِ من جليدِ القارِ مرميّة
على جناحي الذي قد شلَّه الفرَقُ
وظلُّ جنيّة

*************

يدايَ أشجاركِ الحبلى بكلِّ سنا
قد ذابَ في الزمنِ المجنونِ ... تزحمني
منكِ المرايا التي يممّتُ لوعتها
.........................
عينايَ دنيا عصافيرٍ شتائية

************

يا أنتِ يا من براكِ الشوقُ يا قدَري
وطّنتِ عينيكِ مذبوحاً بها سهري
لعودِ عوليسَ من دوامةِ القمرِ
لا لن يعودَ ومن ذا عادَ؟ فأختصري
مدّي نشيجاً وراءَ البحرِ مضطربا
كأنهُ النارُ باتتْ تشربُ العبَبا
مدّي نشيجَ الهوى مدّيهِ للسحرِ
لا لن يعودَ ولن يأتي ولن يثبا
لو ترخيَ الحُجُبا
على ظلالٍ وتمثيلٍ يفيضُ أسى
أبطالهُ أشقياءُ الناسِ والبؤسا
لا تحفلي لا......
واستقبلي الليلَ ..ما أدّى وما همسا ..!


**********************
نرجسةُ الخيمياءْ

هل آن للقلبِ بأنْ يسجدَ
مشدوداً بضوء ِ وتر ٍ حيرانْ
هل آن للقلبِ بأن يسجدَ
مأخوذاً بحسن ِ الحور ِ والولدانْ
كنتِ له الدنيا بلا إنتهاءْ
تمتدُّ حتى الشاطىءِ الأخضر ِ في القمرْ
لو كان لي بعض الذي فيكِ من الضياءْ
كنتُ تحوّلتُ الى مساءْ
كنتُ تحوّلتُ الى سَحرْ
يطلعُ من نرجسةِ الخيمياءْ
ملكة الروحِ التي تضحكُ ملءَ قلبها
في غمرةِ الشعر ِ الذي أكتبهُ
وتشربُ الحياةَ كالأغنية الحسناءْ
كنتِ لنا حديقة ً /غزالة ً تعدو / هلالاً حارساً
يصرخُ من حرائق الغجرْ
عيناكِ ينبوعا عذاباتٍ / فراشاتٍ
يسيلان ِ من السماءْ
عيناكِ وردتان ِ من آس ٍ وقد ذبلنَ في إناءْ
عيناكِ ذابَ الوجدُ فيهما وراحَ يحلمُ المساءْ
قلبكِ في الهجيرة....
نورسة ٌ ميتةٌ / نرجسة ُ يعُبّها الرمادُ
تغزوها طيورُ الصمتْ
قلبكِ مركبٌ لأشواقكِ, أو قطعة ُ قصدير ٍ على أسفلتْ
عبّادُ شمس ٍ ساعة َ الظهيرة
ينطفُ دمعاً أسودَ
قلبكِ قطرةٌ من النارِ تنامُ في دماءِ الوقتْ....
من غرفتي الحزينة الجدرانْ
من ضجري المقيمِ في ذاكرةِ النسيانْ
من حُلمي المفقودِ في جزيرةِ الأحزانْ
أوّاه ِ لو أكشفَ فيكِ السرَّ , لو أسرّحُ العيونْ
في الغبشِ المجهول ِ كالزرقاءْ
وقلبكِ المملوءِ بالأسرارِ والغيوبِ مثل قمقم ٍ عجيب ْ
وما فتحتُ مرةً غطاءْ
أراكِ كلَّ لحظةٍ ورديّةِ النجيعْ
في الغجرِ المارّين في أواخر الربيعْ
تلمعُ عيناكِ وجيتاراتهم في الليلْ
والشمسُ أجراسٌ من الفضةِ والنحاسِ والدموعْ
يدُقهّا في عربات الخيلْ
غناؤك ِ الفاجعُ والمفجوعْ
بكاؤكِ الخفيُّ أو حنينُكِ المسموعْ....!

**********
أصواتُ سيرينْ

من ذا يصعّدُ أنفاسي فتختنقُ؟
أو من يلطّفُ إحساسي فيحترقُ؟
أنا المؤّرقُ والمقرورُ جانبُه
والليلُ بحري وعرشي والأسى غسقُ
وأنت عيناكِ نايٌ راحَ يجذبني
والنايُ أنغامُه في مهجتي مِزقُ
كأنَّ عوليسَ في قلبي ينازعني
أصواتَ سيرينَ يُفشي سرَّها الحدَقُ
ألذ ُّ للعينِ سهدٌ طائفٌ أبداً
يأتي بهِ الشوقُ لا يأتي به الأرقُ
صارتْ مخيّلة ُ الأفكارِ مُشبهةً
عندي إشتباهَ الليالي وهي تحترقُ
أو إشتباه بحارٍ والسنا بددٌ
أو إشتباه بحارٍ والسنا طُرقُ
وللنجوم ِ على يمِّ الظلامِ إذا
ما جارَ في الليل ِ أسماكٌ بها فرَقُ
لولا شعورٌ على التغريبِ ألَّفنّي
ما ألَّفَ النُظمَ الكونيةَ النسقُ
هيهاتَ ما ضرَّني منكم جمامُ أسىً
وهذهِ أمهري تعدو وتستبقُ
أو ذلك الحرقُ إنّي لستُ أكفرهُ
أيكفرُ العودَ أو إحراقََه العبقُ؟
أمن تنفسَّ عن فجرٍ وعن سحرٍ
ومن يوّشحُ من أجفانهِ الشفقُ
يخشى السمامَ الذي مجّتْ مزافرُه؟!
أو الدجى وهو ألإبلاجُ والشفقُ؟!
كأنَّ صفصافةً بيضاءَ قد طلَعتْ
من عشقهِ فأدلهمََّ النَوْرُ والورقُ
لمّا إنحنى يحتوي عنقاً يُمسِّدُهُ
بلوعةٍ فأحتواهُ العطرُ والعُنُقُ...!

*******************
البكاء بين يدَّيْ أمل دنقلْ

عصفورة ً محروقة َ الجناحْ
تحلمُ في الصباحْ
أن تحملَ البحارَ في منقارها.....
أتيتني يا سيّدي في الحلمْ
أتيتني البارحة الليلة ....
لا أدري وكان النومْ
جنيّة ً سوداءْ
تبكي بعينيَّ بدمع القمحْ
حتى يجيءَ الصبحْ.....
وتزهرُ الدموعُ في عينيكْ
وعندها خجلتُ من عضّةِ زنبقٍ على كفيّكْ
وعندها بكيتْ
لأنَّ أفعى الداءِ في جسمكَ لا تزالْ
راقدةً في مائه ِ السلسالِ
والطيرَ السدوميَّ الذي
أفلتَ من صوتكَ قد حطَّ على الشبّاكْ
ينذرنا....ينذرُ قوم لوط بالهلاكْ
لأنَّ في السماءِ ألف َ عنكبوتٍ أسود َ الدماءْ
لأنَّ هيرودوسَ لا يزالُ مخموراً , وسالومي تغنّي ......
فيعومُ القصرُ في شهوتها الحمراءْ
ورأسُ يوحنّا على صينيّة الغناءْ

******

يا أيها الجميلُ والطويلُ مثل شجر المرجان ِ
والمسكونُ بالليلكِ والنيران ِكالغاباتِ.....
لا تحزنُ ..لا تحزنُ ..لا تحزنْ
فنحنُ أمة ٌ شريفة من المحيطِ للخليج ِ
لم تشبهها كُلُّ بغايا الليلِ أبداً...
ولم يزن ِ بها أبن ُ العلقمي
في غرفاتِ قصرهِ يوماً فلا تحزنْ

******

ما أفسد الزمانُ من شبابنا أصلحهُ العّطارْ
سنابكُ التتار ِفي جلودنا أزالها العطارْ
اليوم لا نُسألُ عن شيءٍ
ولا ندخلُ في الجنةِ آمنينَ بل في النارْ

******

يا سيّدي زرقاءُ في أغماتْ
رأيتها يوماً تضيءُ الفحمْ
- بلا عيون ٍ-
تشعلُ الثلوجَ في حديقةِ الأمواتْ

******

أحصنة ُ البكاءِ وحشيّة
تكسّرُ الضلوعَ والأحزانُ لا تخافْ
من شجرِ الليلِ الذي تسكنُهُ الجنُّ ........
هي الأحزانُ حبُّ نبويٌّ
قاتلٌ في آخرِ المطافْ
وصالبٌ.... حتى على الشمس ِ الخريفيّة


**************************

يومياتْ تابع عربي

هذه صورة من صور الإقطاع العولمي الجديد ,تعكس ضياع المعايير الإنسانية وقيم الحرية لدى التابع العربي ,الذي أصبح ظلا وغبارا وصدى صوت مرتجف في الريح , يتحدث الى سيده النبيل.

(1)

أيهّا السيّدُ من قلبي سلامٌ وتحيه
واعترافاتي بذا الودِّ القديمْ
دمت دون البشريّه
ولكَ المجدُ العظيمْ
مثل ُ آبائي وأجدادي أنا في يدكم ملكٌ قديمْ
هل تُرى تقبلُ مني أمنياتي أن تدومْ؟
ودعائي أن تدومْ؟
أن يمدَّ اللهُ أيامكَ بالخير العميمْ
أن يهبكَ الدهرَ عيشاً ناعماً
كلُّ أعيادكَ فيه سرمديّه
إنمّا أنتَ وجودي وحياتي ....لا أكونْ
لكَ إلاّ الظلَ في هذي الحياهْ
وصدى الصوتِ الذي يرجفُ في الريح ِ وآهْ
منكَ يا كلَّ عذابي وهمومي الأبديه
إنني أهواكَ والحبُّ جنونٌ ..وفنونْ
.......................................
إنَّ في قبضتكَ الصغرى كنوزَ الروحِ , يا كلَّ كنوزي الأثريه
.........................................
عندما يهبطُ في نفسي الظلامْ
عندما يسكنني أفزعُ من نفسي ومن يأسي إليكْ
أيُّ شطٍ من أمانٍ وسلامْ ...
أنتَ؟...هل تفتحُ صندوقَ يديكْ؟
إنني آخرُ مملوكٍ لديكْ....

(2)

أنا لا أملك ُ أرضاً أو كياناً أو هويّه
إنمّا وحدكَ أرضي وكياني والهوّيه
وحقوقي البشريّه
وعلى مرِّ العصورِ الحجريّه
هل عرفتم مخلصاً مثلي أميناً للولاءْ؟
هل تُرى قد أنجبتْ مثلي لكم ْ حرائرٌ؟
أترى قد أنجبتْ مثلي إماءْ؟
........................................
إنني آخرُ عبدٍ من عبيدكْ
وأنا الفضلةُ من سربِ جنودكْ
وأنا لا أجدُ الحريةَ الزهراءِ إلاّ في قيودكْ
............................................
إنني آخرُ أقنان الرياءْ
ومماليكِ الرياءْ
ولقد أسألُ نفسي في الظلامْ
عندما أخلو بنفسي
عندما أخلو بيأسي
عندما يخلدُ قلبي للهوامْ
من تُرى غيركَ قد علّقَ في الأنفسِ مصباحَ الرجاءْ؟
من تُرى غيركَ قد أشعلَ في الناسِ الغرامْ؟
إنني في لحظةٍ واحدةٍ من كبرياءْ
من جنونِ الكبرياءْ
خلتُ مع أني على ما خلتُ أستغفرُ ربّي
ومن التوبةِ واللوعةِ ما يأكلُ قلبي
أنتَ من قد خلقَ الأرضَ قديماً والسماءْ
أنتَ من علّقَ هاتيكَ النجومْ
أيهّا السيدُ تحيا ولكَ المجدُ العظيمْ


(3)

عندما يسكنني الليلُ وأغتابُ جميعَ الأصدقاءْ
عندما يأكلني الحقدُ إلى غيرِ إنتهاءْ
وأداجي وأماري وأخونْ
أحفظُ العهدَ لكم ....عهدَ الوفاءْ
أيها السيدُ أنتَ الزوجةُ المثلى
وأنتَ الأبُ والأمُّ وخيرُ الأصفياءْ
إنمّا أنتَ وجودي أنتَ معنى أن أكونْ
ولقد يفضلُ نفسي أيُّ كلبٍ في العراءْ
عندما أكشفها للناسِ من غيرِ ستارْ
عندما أقذفُ بالياقوتِ في حومةِ نارْ
عندما أنزعُ عن جسمي الثيابَ العربيه
عندما أهذي إعطني حرية ً لأسمي
وميلاداً جديداً لفمي
وأعطني لونَ دمي
وليكنْ أسودَ مثلَ النفطِ أو أبيضَ من
حمامةِ السلام ِ أو ما بينَ بينْ
عندما آخرُ عذراواتنا تقتلُ أبنَ العلقمي
عندما أخرجُ من عصرٍ الى عصرٍ ولا
أسقطُ عن حبلِ الخياناتِ الى هاويةِ الهذاءْ
عندما..................................

ربيع 1999
***********************
رسالة من دون كيشوت

سأحملُ سيفي ودرعي وأرجعُ عن قلعةٍ مقفلهْ
فإني بقيتُ ثلاثين شهراً ذليلاً وملقىً كقطعة ِ ثلج ٍ....
كجذع ٍ قديمٍ تمرُّ بهِ اللوعة ُ المُرسلهْ
لكَمْ يا إلهي نموتُ ونحيا بلحظةِ ضوءٍ ......
بلحظةِ حزن ٍعلى هذه المقصله
وكم يلثمُ القلبُ شعرَ الحبيبْ
ويغسلهُ بندى السنبلهْ
سأحملُ سيفي ودرعي وأمشي
على ضوءِ عينيكِ في عتماتِ السنينْ
أحبكِ يا صحوَ روحي ويا دفىءَ قلبي الحزينْ
ويا غصة الذكريات ِ بقلبي
ويا لوعة الشعرِ في خاطري
أما ترفعي السيفَ عن رأس ِ هذا السجينْ؟
هو القلبُ ما بين نطع ِ العذابِ وسيفِ الحنينْ
ولمّا تناهى بيَ الحبُّ حتى حدود السماءْ
رأيتكِ بينَ ضبابِ الغيومِ كلوتسةٍ من دماءْ
ترجّلتُ أمشي لها عن صليب الجراحْ
على حدِّ سيفٍ من الشوق ِماض ٍ شديدَ المضاءْ
لأقطفها ثمَّ أرجعُ فوقَ الأصابعِ منها جمارُ الشقاءْ
وأجمعَ قلبي المبعثرَ فوقَ مرايا السهوبْ
تفجّرَّ بركانَ ضوءٍ .. فهذي ضلوعي تذوبْ
على صخرةِ الكبرياءْ
سأحملُ شيئاً إليكِ من الذكرياتِ جميلا
وأحملُ قلبي القتيلا
وأقفلُ بابَ البطولةِ أنسى طواحينَ ذاكَ الهوى لا الهواءْ
...........................
وتأتينَ لي من مرايا الصباحْ
تذوبينَ لوناً وطعماً لخنجرِ شوقٍ وحزن ِ
بدمّي تذوبينَ أروعَ ذوبٍ / وأعنفَ حُبٍّ / فأني
تقمصتُ شكلَ القرنفلِ والأقحوانِ وشكلَ الجراحْ
وأحببتُ فيكِ رمادَ الشقاءْ
وما ربَّ من وردِ قلبي المباحْ
....وفي الليلِ أعدو أطاردُ قلبي وظلّي الكسيرْ
وحيداً على قمة ُ الحُبِّ تبكي عيوني وقلبي
أمدُّ يديَّ لتلكَ النجومِ البعيدة
وأصرخُ مستنجداً بالقمرْ
أسائلُ من اين جاءَ إليَّ القدرْ؟
ليحجبَ ما بين قلبي / وما بين رحمة ربّي
وهل تحجبُ الشمسَ عني جريدة؟
وحيداً أذوبُ كقبلةِ ضوءٍ
بديجور هذي الليالي الوحيدة
وفي الليلِ عطرٌ وفوقَ النجومْ
رمادٌ وثلجٌ وفوق القمرْ
وأحسستُ إذ ضوؤكِ المخمليُّ عليَّ إنهمرْ
وأنتِ تجيئينَ عبر التخومْ
إليَّ كطيرٍ حزينٍ أتى من عصور المطرْ
نديِّ السنا ناطفٍ بالهمومْ
كعينيكِ وقت السحَرْ
يشعُّ إنعكاساتِ عمرٍ لقلبي
حزين الهوى والنوى والصوَرْ

************************
كلمة وفاءْ

إلى روح الدمشقيِّ الذي إحترف الهوى
نزار قباني


عُلواً جبهة الدنيا دمشقُ
فإنكِ حرةٌ لا تُسترقُ
ومعذرة القريض فكلُّ يومٍ
تغصُّ لهاته والدمعُ دفقُ
فلي عامٌ أحاولهُ رثاءً
وتعصيني قوافيٌّ ونطقُ
تلقّي نفحةً ضاءتْ وضاعتْ
على الأيامِ وأهفي يا دمشقُ
خذي المشتاقَ في أحضانِ زهرٍ
وغطيّهِ بأفئدةٍ ترّقُّ
وكيدي الموتَ سخريةً وكبراً
فهذا فارسٌ لا يسترقُّ

*******

بروحي جلقٌّ وإن إستقرّتْ
بيَ الغصاتُ والأضلاعُ حلقُ
أرى الشرفَ الرفيعَ بمنكبيها
عباءتهُ التي تسمو وترقو
وما لسواعدِ الأبطالِ فيها
كلالٌ كيفَ يضويهنَ رشقُ؟
هوايةُ كلِّ نفسٍ أن تضحّي
هنالكَ ..وأحترافُ الناسِ عشقُ
ولو تركَ الهوى مني بقايا
لقلتُ وقالَ عني فيكِ صدقُ
أراني فيكِ سوريا مُلقّى
أيصرخُ من دجى عينيكِ شوقُ؟
وما زالتْ بأعراقي حياةٌ
من الأجدادِ ثمَّ وفيكِ عتقُ
تمنيّني الشفاهَ منضّداتٍ
وليسَ يفوتها في الطيبِ خلقُ
تمنيتُ الغداةَ يلفُّ وجهي
ثرى للعبقريةِ فيهِ عبقُ
ثرى قد غيبَّوا فيهِ نزاراً
وما يخلو من الجنباتِ خفقُ
بربكَّ يا نزارُ وما إلتقينا
وما أن ضمنَّا غربٌ وشرقُ
أتسمعُ كلمَّا رعدتْ ضلوعي
من الذكرى التي في الفكرِ برقُ ؟
وتبصرُ ما جرى مني سخيناً
وكيفَ يحوكهُ في العينِ عوقُ؟
أتذكرُ إذ طلعتَ وكانَ غيمٌ
يشفُّ خلالهُ القمرُ الأحقُّ ؟
تُزفُّ لكَ العرائسُ وهي تُجلى
وأنتَ لريحهنَّ المسكِ فتقُ
أجبني اليومَ والذكرى عذابٌ
تشقُّ على دمي فيما تشقُّ
أشحّوا بالصلاةِ عليكَ جهلاً
وما يدرونها فرضاً يحقُّ ؟
وما جاءَ الرسولُ بمثلِ هذا
ولكن عصبة خرجوا وشقّوا
سأعرفُ رغمَ خفيتهِ يهوذا
وشيكاً قبلَ أن بنداحَ غسقُ
وأعرفُ خنجرَ الوثنيِّ فيهم
ووهجُ اللوعةِ الحمراءِ دفقُ
توّجستُ المنايا والرزايا
كما خافت من البركانِ ورقُ
خيالي كانَ في تعبٍ مساءً
وقلبي لا كعادتهِ يدقُّ
ومدَّ الليلُ أحزاني كسربٍ
هنالكَ من عصافيرٍ تزقُّ
وعلقَّ لي الصباحُ دماً شفيفاً
على جيدِ السحابِ فمالَ عنقُ
فرُحتُ وذلكَ الدمُ من جراحٍ
حملتُ صليبها والحزنُ عمقُ

ربيع 1999
**********
من حبّنا قدرٌ للقدرْ

لدنياكِ مجمرةٌ للشقاءْ
لعينيكِ نهرٌ يردّدُ في طرفِ الأرضِ أن َّ النساءْ
هُنَّ ملحُ القصائدِ ترشحُ منه دموعُ السماءْ
ومجمرةٌ للرؤى , فذريني بها عودَ طيبٍ ندٍ عاشق ٍ للهواءْ
ذريني بها الطفلَ إذ يرسمُ
بأجفانه غابةً من شجرْ
هواكِ الرهيب ْ
عدا وتتبّعَ خيطَ القمرْ
ترجرجهُ رعشة ٌ من بهاءٍ وراءَ الدروبْ
وخلّفَ وجهُكِ معجزةً في المساءِ تشّدُ بخيطِ الضجرْ
وتلهمُ أضعافَ ما تلهمُ
فوا عجباً من عيون النساءْ
أتورقُ إبّانَ فصلِ الشتاءْ
وتمطرُ عند إنحسار ِ المطرْ ؟
عشقتُ أنا فيكِ كلَّ إمرأه
ولم أعدُ بعدُ الزمان َ الحبيبْ
زمان الصدى والصدى مبهمُ
زمان الرؤى فلكم أحلمُ
زمان الدموع وياما نثرْ
وشعشعهنَّ بلون الغروبْ
كما نثرَ الليلُ ضوءَ القمرْ
وفتَّ الأزاهيرَ فوقَ الدروبْ
سآخذُ دربي ودوني سقر ْ
وهيهات ألوي لشيءٍ أثوبْ
اليه.....ألا كونيَ المدفأه
أكونُ أنا فيكِ أعوادَ طيبْ
ألا سوفَ تشعلُ منّي الأناملُ
عينيكِ والأنجمَ المطفأه
وأجعلُ صدريَ قارورةً
لأفعاكِ يا حلوتي في الرئه
وأغصان تينٍ وأحلى ثمر ْ
فمن حبّنا قدرٌ للقدرْ....
ومن دمنا هالة ٌ للقمرْ
************
أعدْ ما تغنيّني

أعدْ ما تغنيّني ...ألا أنت صائحا
بعثتَ حياتي والهوى والجوانحا
تباعدُ ما بيني وبينَ سرائري
فأصبحُ للسرِّ المعتقِّ فاضحا
تمنيتُ لو خيطاً يشدُّ خواطري
عن الهوّةِ الدنيا ويُنأي الجوارحا
ومن يقتلُ الساعات في كنه يقظتي
ويبعثها في سكرةِ الحلم ِ مانحا
ويرفعني للشمسِ حتى أمسّها
وأغزلُ من ذوبِ الشعاعِ المدائحا
ولكنَّ ما بيني وبينكَ فجوةً
وشيطان ُ فاوستٍ يمدُّ الصفائحا
ويقطعُ صوتَ السحر ِ بابل ٍ أتى
صدى سربروس ٍ حين يلهثُ نابحا


كتبت هذه القصائد خريف عام 1998
*************************
أحبّكِ يا سماء الصيفْ

أحبّكِ يا سماءَ الصيفِ . يا أمطارَ تشرين ِ
أحبُّ هواءَكِ العنّابَ.. يشهقُ في شراييني
أحبُّ ضياءَكِ المنسابَ . مثلَ نسيمِ أسحاري
يداعبني ...ويحرقُ في صميمي ألف َ تنين ِ
روته الشمسُ بالشكوى .... ويزرعُ سربَ أقمار ِ
بقلبي..... كلُّ ما في الأرض ِ يهتفُ أن أحبيّني
وإلاّ يا حبيبة ُ فأعذريني إنها حُرَقُ
من الماضي تلذّعني وعن عينيكِ أخفيها
وراء القلبِ.. يكفي أنَّ نظرتكِ الجميلةَ بالدموع ِتكادُ تحترقُ
وكنتُ أرّشها بشعاعِ قلبي .. كنتُ أطفيها
وأدفنُ في رمادِ الروحِ منها جمرَها الواري
أحبكِ أنتِ أختُ الروحِ
كلُّ جفائها المصنوعِ يرضيني
وأمسِ رأيتُ وجهكِ, كنتُ أرقبُ طلعةَ السحَرِ
وأحلمُ بالبراءةِ وهي من عينيكِ تنسكبُ
فتغمرُ روحيَ الظمأى الى الأمواجِ والقمرِ
وحينَ سمعتُ صوتكِ . عرّشَ النعناعُ والعنبُ
بقلبي ....كلُّ أشواقِ الزمان ِ بلمحةِ البصر ِ
تداهمني لأجلكِ... كم أحبّكِ صامتاً في الله يا من لا تحبيّني
وأهوى عنفوانكِ آهِ ...... حتى آخرِ العمُر ِ
تعالي نسمة ً صيفية ًهبّتْ على سحَرِ
تعالي نجمة ً قطبية ًسقطت على حلُم ِ
لأشربُ من شجونكِ أنتشي من شدّةِ الألمِ
لأذهبُ فيكِ حتى آخرِ الظلماتِ / حتى آخرِ الكلماتِ.... يا نصرا
على الموتِ الحزين ِ فأنني أسكنتهُ قبرا
أحبّكِ أتفه الأشياءِ زلزالٌ يحرّكني
وطوفانٌ / ونيرانٌ / من الأشواقِ تكويني
فيا أفراحيَ الثكلى
ويا ناري الحبيبة كمْ أتيتِ على شراييني ؟
تذكرْنا غموضَ الضحكةِ الأولى
تذكرْنا الظلامَ وكيفَ أمسى حقل َ زيتون ِ
وأن البدرَ كانَ على صبانا قرمزيّْ اللونْ
كثغركِ ....ناطفا ً بمياه روحي .. كان مبتهلا
لأصرخُ دونه بالقلبِ , بالعينينِ منفعلا
لأصرخُ ملءَ هذا الكونْ
بما في الكونِ من وجدٍ .. أحبيّني ...أحبيّني

****************
رومانس فرعوني

(1)
سنا عينيكِ في أبدِ الليالي
يوكدُّ ليسَ سحركِ للزوال ِ
وجمعُكِ مصرَ في إمرأةٍ أراها
يشقُّ على فؤادي أو خيالي
ونورٌ لا يُفسرُّ فيكِ يصفو
كأنكِ في الدجى نورُ الهلال ِ
صفاتُ العبقريّةِ فيكِ طرَّاً
يوَّحدها إختزالٌ للدلال ِ

*********

مياهُ النيلِ في عينيكِ تجري
كلوعةِ طائرٍ صوبَ الشمال ِ
رفيفُكِ أم حفيفُكِ لستُ أدري ؟
كأنَّ فراشة ً حضنتْ ذبالي

*********

ربيعكِ لم يزلْ غالٍ وعالٍ
وتيَّاهٌ بهِ شممُ الجبال ِ
يحنطُّ وجهَكِ العلويَّ ماءٌ
نسائيٌّ لهُ صفة ُ الكمال ِ
كأنَّ صميمهُ دمعُ العذارى
تفجرَّ من أصابعها الزلال ِ
كأنَّ شميمهُ في الأرضِ يُبقي
بهاءً وارثاً عطرَ الغزال ِ
(2)
من أعلى الأرض ِ وأنبلها
آتيكَ بهذا الحُبِّ الأبيضِ
يا شجرَ الدمعِ المصريّْ
أهبطُ من أولمبَ الرغبةِ
أمشي في بريَّتكَ العذراءْ
مسكوناً بالأحلامِ وبالعشقِ القتَّالِ , وبالزلزالِ الأوَّلِ
مسكوناً بالنارِ الطفلةِ , مملوءاً بعواطفِ وردِ الشام ِ
وملتحفاً أشعاري الأولى في الليلِ التتريِّ القاسي
ممتشقاً أقواسَ قزحْ
في وجهِ عدوَّي, منتصراً لدماءِ جمالكَ أو لطفولتكَ المنسيَّة
أحفنُ بالكفَّين ِ غناءكَ إذ يتنزلُّ من جسدي الصاعدِ
في الفردوسِ إلى أعلى الأسرارْ
(3)
كأنكِّ من رمالي فيكِ ضلعاً
أو أنكِّ تحشدينَ دمي وآلي
فيا قزحيَّة الصحراءِ لبَّي
سمائي قبلَ أن يفنى سؤالي
نداءُ البرقِ يشعلُ لي زهوراً
يبعثرها ضبابكِ في الأعالي
وغيمكِ سابحٌ بدمي لأرضٍ
تظلُّ بلا جنوبٍ أو شمال ِ
(4)
من يشعلُ صلصالي المطفأ ؟
في حضرةِ هذي الزحمة
من يطرحُ لي ألمي في النيلْ ؟
من يسرقُ لي من شفةٍ حُبلى بالألوانِ / وبالألحانِ / صدى بسمة ؟
من يُنزلُ عن خشبِ صليبي كلمة ؟
(5)
في ذهولِ القصائدِ عنكِ, وفي همساتِ البساتينَ
فيما أرتبُّ من ولهٍ , كي يسيلَ على أغنياتي
كدمعٍ على حجرٍ مرمريٍّ....
وفيما تبقىَّ من الحُبِّ
أحملُ شمسَ الأناشيدِ, ملءَ دماءِ المُحبّينَ
والأنبياءِ اليتامى وملءَ الأصيلْ
ملءَ هذا الفضاءِ الحبيبِ الجميلْ

***********
تيه ٌ جديد

لماذا أتيتُ هنا ؟ والبداياتُ موصدة ٌ / والنهاياتُ موصدة ٌ
والرياحُ تكبّلني بالدموعْ
وأشياءُ تهمسُ بي .... فوقَ خديَّ ريحٌ تهوّمُ ...
لن تستفيقَ الحجارةُ من نومها الأبديِّ
ولن تتغرّبَ أكثرَ هذي الطيورُ / الضلوعْ
الى أينَ أذهبُ يا زرقة ً تستريحُ وراءَ المدى من عذابي؟
ومن أينَ جئتُ ... أعانقُ ضوءَ الترابِ الكثيفَ ؟
وهل من رجوعٍ أنامُ على عشبِ خاصرتي فيهِ
هل من رجوعْ؟
وراءَ المدى فرصةٌ للتوّجعِ ....
لا تأخذيني اليكِ أيا ناطحاتِ الهموم ِ ......
فللجسمِ جذرٌ من الضوءِ
للروحِ جذرٌ من الشيءِ...
يا فرحَ الشامتينْ
غداً يومُ بعثي ويومُ الرمادِ الحزينْ
....دعيني أضمّدُ جرحَ الشموعِ
دعيني أضمّدُ جرحَ الشموعْ
فلن تستفيق الحجارةُ من نومها الأبدي
ولن تتغربَّ أكثرَ هذي الطيورُ / الضلوعْ ....!

**********************
إمتزاجُ السنا بالأُوارْ

دمي فارغٌ منكِ إذ قبضتي من غدٍ فارغة
وللماضيَ النظرة الزائغة
إذا ما خبا شوقُ عيني الضرامْ
ومرَّ شتاؤكِ عاماً فعامْ
تمنيّتُ قوّتكِ الدامغة
تمنيّتُ قوة نوركِ تدمغُ هذا الظلامْ
وتقشعُ عن وجهيَ المستنير ِضبابَ الغرامْ
وتقشعُ إلأّ ضبابة
مدّخرةً من صباح الصبابة
تمنيتُ قوتكِ الهائلة
تزحزحُ عنّي الذي أحمله
فما أوعرَ الدربَ للجلجله
وما كانَ أقسى صخور الكآبة
سأشربُ خمرَ محيّاكِ حتى قرار ِ الأوامْ
فقولي بربكِ قولي لقد ضاع مني الكلامْ
وضلَّ شياطينَه الشاعرُ
غداةَ تفلّتَّ من بؤبؤيكِ وأغربَ ذلكمُ الطائرُ
أأنتِ الحقيقة ُ أم.. أنتِ أنتِ الخيالُ إتخاذا؟
معاذ الشقاوة يغوى لساني وقلبي معاذا
ولكنَّ عقلي يحارْ
آهِ لا....... كنتُ أقصدُ قلبي يحارْ
يحارُ وإما أعادَ السؤالْ
أأنتِ الحقيقةُ أم أنتِ أنتِ الخيالُ الخيالْ؟!
زرعتِ على شفتيهِ إنتظاراً وراءَ إنتظارٍ أمامَ إنتظارْ
يطولُ ..وأزهارَ ماءٍ ونارْ
جمالكِ لا لستُ أدريهِ ماذا
أأنتِ إمتزاجُ السنا بالأوارْ..؟..!

********************
أصواتُ سيرينْ

من ذا يصعّدُ أنفاسي فتختنقُ؟
أو من يلطّفُ إحساسي فيحترقُ؟
أنا المؤّرقُ والمقرورُ جانبُه
والليلُ بحري وعرشي والأسى غسقُ
وأنت عيناكِ نايٌ راحَ يجذبني
والنايُ أنغامُه في مهجتي مِزقُ
كأنَّ عوليسَ في قلبي ينازعني
أصواتَ سيرينَ يُفشي سرَّها الحدَقُ
ألذ ُّ للعينِ سهدٌ طائفٌ أبداً
يأتي بهِ الشوقُ لا يأتي به الأرقُ
صارتْ مخيّلة ُ الأفكارِ مُشبهةً
عندي إشتباهَ الليالي وهي تحترقُ
أو إشتباه بحارٍ والسنا بددٌ
أو إشتباه بحارٍ والسنا طُرقُ
وللنجوم ِ على يمِّ الظلامِ إذا
ما جارَ في الليل ِ أسماكٌ بها فرَقُ
لولا شعورٌ على التغريبِ ألَّفنّي
ما ألَّفَ النُظمَ الكونيةَ النسقُ
هيهات ما ضرَّني منكم جمامُ أسىً
وهذهِ أمهري تعدو وتستبقُ
أو ذلك الحرقُ إنّي لستُ أكفرهُ
أيكفرُ العودَ أو إحراقََه العبقُ؟
أمن تنفسَّ عن فجرٍ وعن سحرٍ
ومن يوّشحُ من أجفانهِ الشفقُ
يخشى السمامَ الذي مجّتْ مزافرُه؟!
أو الدجى وهو الإبلاجُ والشفقُ؟!
كأنَّ صفصافةً بيضاءَ قد طلَعتْ
من عشقهِ فأدلهمََّ النَوْرُ والورقُ
لمّا إنحنى يحتوي عنقاً يُمسِّدُهُ
بلوعةٍ فأحتواهُ العطرُ والعُنُقُ...!

*******************
على غير هدايه

بغير هدايةٍ أكتب ْ
بغير ِ هدايةٍ كالنهرْ
ركضتُ مع الحياةِ لغير ِ ما هدفٍ ...وكان الدهرْ
ورائي مثل طيف الذئبِ , في قدميَّ قيدَ التبرْ
كثيرا ً سوفَ تقرؤني وتقرؤني وتستغربْ
ولكنيّ كذلك َ حين أكتبُ لوعتي والشعرْ
بغير ِهدايةٍ كالشوقْ
لأني عشتُ أيامي بغيرِ هدايةٍ كالشوقْ
كآخر نجمةٍ سقطتْ أو إنسبرتْ بغور ِ العشقْ
وحتى حين َ تلمسُ جبهتي كفّاكِ ....يهبط ُ في سماءِ
الروحِ من عينيكِ غيمُ البانْ
أرى كفّا مياهٍ أو زنابقَ تنفضان ِ الجمرْ
على جسدٍ / توّزعَ في مدى أبدٍ / من الحرمانْ
بغير ِ هدايةٍ يا ليتني .... يا ليتني الإنسانْ
يعيشُ بدورةِ الأشواق ِ ....مثل البدرْ
ألا يا ليتني الإنسانُ إن يرضى وإن يغضبْ
ليكسرَ آلة َ الدنيا, ويحطمُ باليدينِ وبالهوى روتين َ هذا العصرْ
ويمشي فوقَ ماء ِ الذكرياتِ على هواءِ الشعرْ
يغيّرُ ما يريدُ .. هُوية َ الأشكالِ والألوانْ
ويبني من رؤىً دنيا بها تتأرجحُ العينانْ
ألا يا ليتني الإنسانْ...!

صيف 2000
*******************
ما هي جدوى الشعر
(1)
ما هي جدوى الشعر في زماننا
ما هي جدوى الحب في زماننا
وكلمّا أردت ُ أن أهتف َ , أن أغازل النجومَ
والشقيقَ , واستنارةَ الضبابْ
وكلما عثرتُ في أكوام ِ , أفكاري على عبارةٍ, تبدىءُ الكتابْ
وجدتني منطرحاً , فوق رمال النار والعذابْ
وفي فمي جنادلٌ , وفي فمي ترابْ
(2)
وكلما مرّ عليَّ الدهرُ صرتُ حارقا كالنارْ
مفترساً كالنارْ
إن ّوجودي ها هنا , مضيعة ٌ كبيرة ٌ
وشوقي َ المظفّرُ انكسارْ
ماذا تراني قائلٌ , ماذا تراني فاعل ٌ
وهل أظلُّ هكذا لفترة ٍ طويلة ٍ , أخاطبُ الأشجارْ
وهل أظلُّ هكذا لفترة ٍ طويلةٍ , أصارع ُ الغبارْ
اليوم َ يذبلُ السنا , شيئاً فشيئاً........
تختفي حضارة النجوم والشقيقِ
واستنارة الضبابِ...... ثمّ يسقط الستارْ
(3)
ما هي جدوى الشعر في زماننا المنزلقِ المجنونْ ؟
ما هيَ جدوى الحُبِّ في
عولمة الإنسان والإحساسِ في عالمنا الجديدْ ؟
الولد المعاق والطالع من ذاكرة الأفيونْ
أوّاه لن تفهم أحزاني سوى الصحراء
أرجعوا لي السماءَ , من سرقتم السماء ْ
أرجعوا لي براءة ألاطفال في العيونْ
والقمر ألابيض والنخيل والزيتونْ
لا الشجر ُ الأسود في قارعة الطريق ِ يستوقفني
لا الشمس إذ تموت تسترحمني
ولا أخي قابيل ُ يستفهمني
جميعنا في غربة ٍ مريرةٍ
كأنما قابيل لا يفهم ُ احساسي ولا يفهم ُ ما أقولْ
كأنما من ألف عام ٍ ربّما قتلني, من ألف ٍ عام ٍ ربمّا قتلته
تذكّر الحقدُ الذي يأكله بأننا كنّا سوّياً مرة ً
وفرّق الشيطان ُ فيما بيننا
وخلط الزمان من ورائنا القاتلَ بالقتيلْ
في دربنا الطويلْ
(4)
أهذه البلاد لا يطلع في سمائها الصباحْ
أمطارها ميتةٌ وغيمها نباحْ
تزعجني ....تخيفني .....
كأنها مسكونة ٌ باألف ألف ِ مهجة ٍ شريرةٍ
أخاف ان غفوت ان تأكلني الرياحْ
لا الشعر يسقيني ولا يطعمني الحبُ ...ولا يُسكنني
وقد ْ أظل ُّ هائماً طريدْ
تعلكني مصانع الحديد ْ
تنفثني المداخن العظامْ
وأغمض الجفون َ عن ذاكرتي لعلّني أنامْ
الشعر ُ في مدينتي كوجه طفل ٍ حالمٍ
قد ضاع في الزحام ْ....!

(5)

اليوم ما عدت ُ نبيّاً عاشقاً
ولم أعدْ أذكر ُ شيئا ً واحداً من ذلك الغرام ْ
أهربُ من حبيبتي / أهرب من طفولتي / أهرب ُ من سماوتي
أهرب من براءة الخيامْ
من أيّما سيارة ٍ تضيءُ في الظلام ْ
أهرب ُ من نفسي فإن ّ الشعر في
زماننا إنفصامْ
والحب في زماننا إنفصام ْ
وكلُّ ما أحمل ُ في حقيبتي حطامْ......!

صيف عام 1999
*******************
يوليوس قيصر شاعرا

ما هذه الطعنة ؟
آهٍ..............
وكيف اليوم تغدر بي ؟
يا بروتس الوهم ِ
ماذا لديَّ وما لدى قلبي
في هذه الدنيا سوى اللعنهْ ؟
.................
أسمعت َحين قصيدتي سقطت
وتكسّرت شفتي صراخ دمي ؟
عينايَ حين زجرتها صمتت
عن كركرات النهر والغيم ِ
صمتتْ الى أبدٍ سوى أنّهْ
ليست تموت ُ...........
وتنطفىء في وجهيَ السحنهْ

/دعوني من الكلمات العجافْ
وصبغ الحياة ومضغ الهوى
دعوني افجّر هذا الجفاف
ربيعاً واعراقه مرتوى
سئمت ُ من الفلسفات الخفاف
ومزج مصيباتكم بالطوى
أساطير والسم فيها الزعاف
دماء الضعاف وسيف القوى/

ولتحرقوا عبر الظلام دمي
ولتنثروا في مقلة الصبحِ
منه الرماد.........
ستملأ الوديان بالقمح ِ
او تملأ الوديان بالملحِ
عيناك يا روما سماواتٌ مهشمة على بيتي
عيناك سنبلتان / ضائعتان
في أرضٍ وراء نعاسك ِ
المضفور مثل الغار ِلي
وأنا صهيلٌ نائمٌ يمشي بلا رؤيا........
ربيعٌ قادم من حفنة الموتِ
فلتأكل النيران من صوتي
ولسوف أطلع من شفاه السيفِ والجلاد والجرح ِ
من لوعة ٍ حمراء كالنار ِ
لو تسدلون ستار تذكار ِ
ليموت ماضي العمر في صمت ِ

/سؤال ٌ بعيني ّ مثل الضبابْ
يموج على الرمّة الباليه
يوسوس اين التماع الشباب؟
ألا اين مملكتي الخاويه؟
لقد أصبحت مهجتي في كتاب
أسيرة أحلامها الطاغية
لقد كنتُ نهر الاسى والعذاب
ولا زلتُ في هذه الفانية/

ويلاه أين المجد والذهبُ؟
والأصفياء ُ؟ فكلهم هربوا
أين السنا العالي وغفوته؟
بين الرموش يكاد ينسكبُ
يا للزما ن ووحش آلته
ما كان في الحسبان أنغلب ُ
ويحي ..أأسكن ُ قبري َ الظامي
بضريبة من غرّ ِأيامي
ماذا لديَّ ؟؟وكيف أدفعها؟
سأمدُّ من احساسيَ الدامي
كفّاً كأن خيالها لهبُ
الحب في طيّاتها تعَبُ
والتبر فيها نجمة تثبُ
وشكايتي لله أرفعها
هل تسمعين صراخ أحلامي
يا برسفون بقبضةِ الوحش الحديدية
إني أكاد اليوم أسمعها
خلف الظلام وبحره الطامي
ويدي على الاشواق مطوية
والليلُ في عينيَّ معتكرُ
أوّاه ممّا يصنع القدرُ
فينا وفي الشفة النبيذية
اوّاه ممّا يصنع القدرُ

هذه القصيدة رغم تواضع فنيّتها التي تظهر خطوط شاعر موهوب مستند الى موروث جمالي يعمل بكدّ على تطويره هي اوّل قصيدة منشورة للشاعر نمر سعدي رسميّا وبالاسم الصريح في صحيفة الاتحاد الحيفاويه بتاريخ 1 اذار عام1999 وكان الفضل في نشرهاللكاتب الفاضل يوسف فرح الذي تحمس لكتابات وقصائد الشاعر وكان له الفضل الجم في نشر قصائد البواكير.

*********************

ملأتني كبرياء

ملأتني كبرياءْ
يا روح روحي يا سماء السماءْ
يا نفحة هبّت على عالمي
تحملني عبر صباح الشقاءْ
لألف دنيا للهوى الناعمِ
...................
قولي أما هزّكِ ذاك المساءْ؟
حنين ُ حواء الى آدمِ
....................
رواية ً ما بيننا تُستجد ْ
تظلُّ خفقى في ضمير الأبدْ
بين ضلوعي كاللظى المطّرد
........................
وكيف للفارس هذا الالم ْ؟
يرمي بعنف الواريَ الصارم ِ
وينحني من فوق جرح القلمْ
آهٍ لو أني لم أكن شاعراً
إذاً لضيّعتك كالخاتم ِ
بين طلول ٍ لم يزل داثرا
غرامها تحت ظلام الشتاءْ
ملأتني كبرياء
يا روح روحي يا سماء السماءْ
..............................
وللأسى قلبي قطار فمن
محطة يعدو الى أخرى
أحرقتِ فيه خشب الذكرى
غدى به الشوقُ طويلا ً وراحْ
يحمل لي أنفاسكم كالأقاح
أكاد أن اعرفهافي الرياحْ
تدق ُّ مسمار الهوى في العصبْ
والدم ُ في كفي ّ توقٌ الى
بحر عيون ٍ موجها مضطرب
وضحكة ٍ شفافةٍ كالصباح ْ
توقظني منها وتمشي على
وجهي نوافير الفراش المضاءْ
ملأتني كبرياء
يا روح روحي يا سماء السماءْ

صيف 1999
******************
جحيم الأحلام
ـ1ـ
أوجهكِ البضُّ , أم خيطٌ من النورِ؟
يمدهُ الله يمحو همُّ ديجوري
رسفتُ في شرك الأفكار حين بدا
وبات يحبسني ليلُ القواريرِ
أمدُ كالنار أنفاساً مقطّعة
توحي إرتياحاً لتعبان الأساريرِ
في كل ظل ٍ همامات أهُم ُّ بها
تشّلني بالعيون الحور والصورِ
فكيف مسراي والآلام تدفعني
وها أنا اليوم بُدٌّ حق ّ تكسيري
وجه ُ الحقيقة يبدو والخيال به
مرآهُ يجلو سخافات التصاويرِ
حطّت على جانبيه كآبة ٌ تركت
فيها ومن حولها إعمال ناقور
تمتد كالغيمة السوداء تحملني
الى وراء الليالي والدياجيرِ

ـ2ـ

يا أنت ِ يا كلّ روحي أنت ِ جوع يدي
لكلِّ وجه ٍ مصوغ من دنانير ِ
إنّا مشينا ولو لا تذكرين معاً
على جحيم ٍ من الأحلام ِ مسجور
أرقى على سلّم ٍ مدّ الشقاءُ الى
عينيك ِ دنيا من الصفصاف والحور ِ
أهنّ آخر ُ أمطار الوعود فقد
طال إنتظاريَ من تحت القناطير
يفرُّمنّي مصّبي والحنين غدا
يسفُّ نهر دمائي كالنواعير ِ
في كل سنبلة بعضي وبعض هوىً
ملء السهول ِ وتحت الذر مطمورِ
هنا الصبابات أرميها وأحملها
هنا تكوّر قلبي قبل تكويري
هنا وينثرني في كلِّ خابيةٍ
حبّات قمح ٍنجوما ً في دياجير
شيءٌ بعينيك مجهول يحوّرني
ماءً وخمراً فماذا أمر تحويري ؟
أللعطاش الى سرّّ ٍ فتشربني
والجائعين الى خبز ٍ على طور ِ؟؟؟
ـ3ـ

فلمّا انكفأنا ودان الزمان
سكارى نلّم ُ ذيول النغمْ
تقول ُوقد أفحمت شاعري
وصبّت على القلب سوط الندم
أتنسى اعتكار الدجى خلسة ً ؟
وصفو اللقاء البرود الشبمْ ؟
وتنسى التعاطي بماء الورود ؟
وثغريَ في لجة النحل كُمْ
فقلت ُ لها أيهذا الملاك
رويدكَ او بعض هذي التهمْ
عراني زمانكمُ الجرهميُّ
وأجرى حياتيَ شهداً بسُمْ
ولست ُ بناس ٍ ولكنني
لثمتُ ثناياك ِ من غير ِ فم ْ .....!

صيف عام 1997
************
أوّدُ لو أقولْ

أودُّ لو أقولُ ... لو أحرّكُ الرجامْ
كنفخةِ الصور ِ , ولو أبعثر ُ الأنامْ
أودُّ لو.... وللكلامِ ...... في فمي إزدحامْ
أودُّ لو أسطعُ في السماءْ
لساعةٍ سكرى أو التفاتةٍ عمياءْ
كنجمة ِ المدّله المسلولْ
(كيتس) الذي حدثّها عن حبّهِ الأبيدْ
عن إنتصار ِ اليأس ِأو هزيمة ِ الرجاءْ
وسرقتْ أناملُ الأفولْ
سنا الحياةِ منهما .... وإنطبقَ الظلامْ
أوّدُ لو أشرب إحساسي الى القرارْ
أودُّ لو أعصفُ بالثمارْ
وأطلقُ النداءَ كي أصدّعَ الجليدْ
أوّدُ لو أقوم من جديدْ
في غابةٍ ينطحني الثورُ بها أعودْ
عودة َ تموزٍ عليهِ من دمٍ دثارْ
يصطفقُ البكاءُ والعويلْ
في جانبيهِ ...أهِ لو أعودُ لو أعودْ...!
أوّدُ لو أتبعُ سندبادْ
في عالمِ البحارْ
سأجمعُ الؤلؤَ والمحارْ
وأتبعُ الرُّخَ على التلولْ
أحملُ روحَ عاشقٍ وحالمٍ تختزنُ النهارْ
كالليلكِ الأبيضِ ........
عيناه دم ُ النضارْ
أودُّ لو أتبعُ أودوسيوسْ
من لُجةٍ ليبسٍ , ألقي على الشموسْ
وهاريَ القديمَ , والمشغولَ بالنجومْ
ومقلتايَ عبر شُبّاكِ الدجى تجوسْ
أودُّ لو أطرّحُ الصخرَالذي إندحرْ
بهِ الى الهوّةِ سيزيفٌ ....هو القدَرْ
أتعبني الغداةَ والمحبّ يتعبُ
وصخرةُ النساءِ كاللعنةِ لا تبقي ولا تذرْ
ولي دمٌ يذوبُ يسربُ
كأنهُ الضياءُ إذ يسربُ في السحَرْ
***************
روح ايّارْ

هيهات يغرقني بحرُ الظلاماتِ
أو يخنقُ العطشُ المبحوحُ نبراتي
هيهات فيكِ الرزايا أن تحطّمني
أو أن تكسّرَ يوما ً معنوياتي
هيهات تفنى جذوري فهيَ لاهبة ٌ
وسوفَ أطلعُ من أعماق ِ مأساتي
لا الليلُ يوصدُ دوني والنهارُ ولا
يُرمى السعيرُ حدوداً حيثُ خطواتي
لا شيءَ يُمسكُ قلبي أن يطيرَ هوىً
فوقَ النجومِ وإنْ قصّوا جناحاتي
نافورة ٌ من ندى ثغري ومن لهبٍ
وتنفضُّ القطرَ والنيرانَ أصواتي
قدْ جئتُ من فجرِ هاتيكَ العصورِ لكي
بالحُبِّ أغسلُ ماضي الناسِ والآتِ
إني بأعصابكَ الكسلى ....أتشعرُ بي؟؟
يا عالماً من نحاسٍ من جماداتِ
تموتُ أشياؤكَ الكبرى مخدّرةً
من ألفِ ألفٍ وليسَ تموتُ كلماتي
تظلُّ مثل أنين الدُرِّ يحملهُ
موجٌ لأصدافِ قلبٍ في دجى عاتي
تظلُّ روحاً لأيّارٍ يهّبُ بها
شوقُ النسيمِ عليلاً من غواياتي
تظلُّ مسحةَ نارنجٍ لناصرةٍ
وعطرَ طلٍّ لأقدامٍ نبيلاتِ

****************

هو العلمُ ما تقرأي في عيوني

ألا قبلةٌ من لهيبٍ ومن ياسمينٍ وغارْ
ترفُّ على جبهتي العائده
رأيتُ الهزيمةَ فيكِ إنتصاراً يطلُّ من القمةِ المارده
رميتُ على كتفيكِ الهمومَ الثقيله
وقضيّتُ ليلي وحيداً كطيرِ الجنوبِ بقبضتكِ البارده
هناكَ رأيتُ نجومَ الطفولة
تسافرُ في غيمِ عينيكِ .. في غرةٍ كالدوالي ظليله
وبي فجوةٌ بين قلبي وبين العيون الجميلة
وتنقصني في هواكِ المناعه
فمن أينَ جئتِ ؟ ومن أيٍّ أرضٍ تسرّبَ
وجهكِ / لونكِ / طعمكِ / دفؤكِ هذا اليْ؟؟؟
ومن أينَ ؟.... - إن َّ على شفتيّْ وفي مقلتيَّ كثيراً أقوله-
تعلمتَ يا قلب ُ هذي الشجاعه؟؟
.....ويحتلني جيشك ِ البربريْ
ضاعفيني كحبة ِ قمح ٍ
كفقرِ الأشعةِ من دون جسمكِ , في عالمِ اللازوردِ ....
إجمعيني كما تجمعُ الريحُ شهوةَ أوراقِ وردٍ موّزعةٍ
خبئيّني وراءَ ضفائركِ الليلكية
وفي كلِّ فرحة دمعٍ , إذا ما بكت مجدليه
وفي عبق اللوزِ والخوخِ ... آهِ برائحةِ الميرميه
ضعيني كوردة ذكرى طريّه
كطوقٍ من الياسمين ِ
على الرفِّ فوق الدفاترِ .... بينَ حقائبكِ المدرسيه
هو العلمُ ما تقرأي في عيوني...!

كتبت هذه القصائد في خريف عام 1998



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ونجمي في السماءِ تشي جيفارا
- حالات اندهاش
- لن أقُلْ ..آهِ كلاَّ
- في الشارعِ الخامسِ
- كلامٌ أخيرٌ إلى ويليام والاس
- محاولةٌ أخرى لفهمكِ
- إفعلْ ما الذي يُغويكْ
- لمحة عن جمال الترَّفع
- مصابٌ بلعنةِ فراعنتها
- - ففي الصيفِ لا بدَّ يأتي نزارْ -
- دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ
- قصائد من الشعر العبري ليهودا عميحاي
- الحياة ذئبة
- مناديل فاطمة
- حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
- قصائد من فلسطين
- قصائد من الشعر العبري للشاعر ألكسندر بن
- رومانس فرعوني
- أغنية الى طروادة ثانية
- فرادة القراءة والإضافة


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - قصائد من الجليل/ مختارات